أحدثت المعايير التي أطلقها المؤتمر الوطني لاختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية في الفترة المقبلة، دوياً كبيراً في أوساط مختلفة، ففيما نظر إليها البعض بعين التهكم والسخرية، وضعها البعض الآخر في خانة الأطر المهمة التي توجب الوقوف عندها، وبالأمس كشف المؤتمر الوطني عبر رئيس لجنة التعبئة الأستاذ ياسر يوسف وزير الدولة بالاعلام منطلقات حزبه وآلياته لاختيار ممثليه في الولايات والمركز على مستوى البناء القاعدي، وكشف يوسف آلية المؤتمر لاختيار رئيسه للفترة المقبلة وقال إنه سيتم انتخاب رئيس المؤتمر الوطني القادم من المؤتمر العام، بعد أن يتم ترشيح خمسة لمؤتمر الشورى الذي يختار منهم ثلاثة ويقدمهم للمؤتمر العام، الذي يختار واحداً منهم لاعتماده مرشحاً لرئاسة الوطني في الفترة القادمة، ووصف هذا بالتطور الكبير وأنه جاء نتيجة لوثيقة الإصلاح الشامل وقال إنه تم عمل كبير لإعادة البناء والانتخابات وتكونت اللجنة لذلك برئاسة الاخ نائب الرئيس، وظلت هذه اللجنة في حالة انعقاد دائم ومستمر لأننا بحسب متحدث الوطني، نعتقد أنه أمر جيد وقدمنا فيه مجهوداً كبيراً جداً في كل الولايات، كما كشف عن ضوابط وشروط اختيار الولاة على مستويات الحزب بقوله حرصنا أن تكون هناك ضوابط عامة وخاصة وهي أن يبلغ من العمر «40» عاماً وسوداني الجنسية ولا يكون قد أدين في جريمة تخل بالشرف والأمانة. أما بالنسبة لرئيس المؤتمر الوطني فيقول ياسر يوسف إنه لابد أن تكون له تجربة سابقة ناجحة في العمل التنفيذي وقدرة على روح الفريق الواحد وفي المستوى التعليمي لا يقل حصوله على شهادة البكلاريوس، مؤكداً بأن الهدف العام هو تنفيذ وثيقة الإصلاح في اختيار القيادات قبل الدفع بهم لتولي مهام قيادة الحزب والدولة. وحول إمكانية إعاقة أعمال الحزب في مؤتمراته العامة يقول وزير الدولة بالاعلام، إن تجربة الوطني تجربة بشرية ولذلك قد يحصل فيها تفلت ولكن الوطني حزب مؤسس لديه آليات لحسم أية تفلتات، قد تطرأ ولا نتوقع حدوث ذلك، وقال للذين يرون أن ثمة تضارب بين الانتخابات التي يعد حزبه لها العدة والحوار الوطني الذي أعلنه الحزب، لا تضارب بين الحوار والانتخابات لأن الحوار لم يأت لينسخ الانتخابات وفي الوقت نفسه لا تقلل الانتخابات أهمية الحوار. وأكد يوسف أن المؤتمر العام للمؤتمر الوطني سينعقد في 22 أكتوبر القادم، والذي سوف يلخص كل الجهود المبذولة من قبل الحزب وقال مضيفاً إنه ستتم فيه مناقشة ست أوراق بجانب ورقتي الإصلاح الشامل والورقة الاقتصادية التي وصفها بالاوراق المركزية لأولوية القضية الاقتصادية والممارسة السياسية والدستور القادم، كما أكد أنه تم توزيع الدعوة لأكثر من «60» حزباً وشخصية سياسية كبيرة في العالم لحضورالمؤتمر وبدأت الاستجابة تصل للمؤتمر الذي سينعقد في أرض المعارض ببري. ودعا الوطني الاحزاب السياسية لتحذو حذوه في انتظام المؤتمرات الاساساية العامة، مشيراً إلى أنها أفرزت أكثر من «45%» من بناء أجهزة جديدة وقيادات جديدة تدخل أجهزة الحزب لأول مرة. وقال يوسف إننا حددنا معايير ولوائح النصاب للمؤتمرات والمعايير الموضوعة لاختيار رئيس المؤتمر الوطني في الولاية المعنية، وقد طبق بنسبة «100%» مضيفاً بقوله نرجو أن نخلص لاختيار القوي الأمين حتى ننفذ لاختيار مرشح الوطني لمنصب الوالي بكل ولاية، داعماً ذلك بقوله نحن حريصون لإتاحة الشورى كاملة ولم يكن لدينا شيء مطبوخ ومعاييرنا في كل الولايات أن تختار من تشاء وتتم العملية بكل حرية وديمقراطية، مؤكداً أن هذا حق من حقوق عضوية المؤتمر الوطني لا ينزعه أحد وذلك لبناء حزب قوي يواجه التحديات الكبيرة. لكن ياسر موسى الذي كان يتحدث للصحفيين بقاعة المركز القومي للانتاج الاعلامي أمس، لم يخف قلق حزبه من المجريات المماثلة رغم أنه أكد أنه حريص جداً على الالتزام بلوائح البناء القاعدي والنظام الداخلي مشيراً إلى أنه نظام عقدي، وقال ان المؤتمر العام بدأ حينما تم إضافة سنة خامسة للدورة التنظيمية ليتوافق مع الواقع الدستوري للبلاد. مؤكداً ان عملية البناء بدأت بشكل رسمي في أبريل في كل الولايات وأنه تم التصعيد في كل المستويات وكل المحليات قد انعقدت فيها المؤتمرات، مشيراً إلى انعقاد أكثر من «100» ألف مؤتمر بالولايات بمشاركة أكثر من «7» ملايين من عضوية المؤتمر الوطني التي تبلغ أكثر من «10» ملايين من غير السجل الانتخابي، معلناً أن يوم 15 9 من العام الجاري هو نهاية المؤتمرات بالولايات. وأكد ياسر أن عضوية المؤتمر العام تبلغ 4» آلاف و«75%» منها من الولايات، معلناً أن المؤتمر القومي سينعقد نهاية أكتوبر لهذا العام. وأشار إلى أول مؤتمرات الولايات وقال إنه سينعقد في سنار في 4 9 وآخرها سيعقد في القضارف. مشيراً إلى أهمية اللجنة الفنية للمؤتمرات وقال إنها تشكل من «قيادات الحزب زائداً قانوني من الحزب وعضو من الشباب بالاضافة لمقرر» وقال إن مهامها أنها معنية بالوقوف على الاجراءات الفنية بالولايات لانعقاد المؤتمرات، وتهدف لضمان حسن التنظيم معلناً أنه ستقوم المؤتمرات بتصعيد خمسة من الأعضاء لرئاسة المؤتمر بالولاية. أما الأستاذة حليمة موسى رئيس اللجنة الاعلامية للمؤتمر الوطني بولاية سنار فإنها أكدت أن عضويتهم بولاية سنار «1000» عضو. وأن المؤتمر يأتي هذا العام تحت عنوان«بناء متكامل إصلاح شامل». كما أكدت استعدادات الولاية لكل مناشط وقضايا المؤتمر وقالت إن مؤتمرات الأساس أمها عدد كبير جداً من الاعضاء رغم ظروف الخريف الذي تعيشه الولاية. مشيرة إلى أن مساحة الشورى مبسوطة للجميع، ما يؤكد أن الحزب هو الأجدر بقيادة السودان في الفترة القادمة، وقالت لا تكتلات ولا جهويات وإنما اختيار القوي الأمين هو هدفنا. وحول مؤتمر سنار كشفت أنه سيكون بإشراف البروفسير إبراهيم غندور نائب الرئيس للشؤون الحزبية، والاستاذة سامية أحمد محمد. ولكن حليمة أشارت إلى الظروف الصعبة التي ينعقد فيها المؤتمر العام للولاية بقولها إنه سينعقد في ظروف صعبة جداً «الخريف» لوصول بعض الأعضاء من مناطق بعيدة عن المركز بالولاية، منبهة لضرورة إتاحة الفرص لكل القواعد ورفع الحس الأمني ثم الإصلاح الشامل.
