ظلت قوات الشرطة وعلى امتداد تاريخها التليد تنجب النجباء والعظماء من فرسانها وتضرب أروع الأمثال والبطولات والمواقف النادرة، وهي قصص وروايات تحكي عن روعة فرسان الشرطة ضباطاً وضباط صف وجنود، ولو أردنا أن نتحدث عن هذه القصص لكانت حاجتنا لمساحات كبيرة ولحلقات طويلة، ودعونا اليوم نقف على الثناء الذي منحه سعادة الفريق شرطة محمد أحمد على مدير شرطة ولاية الخرطوم للمساعد شرطة عوض خضر «قسم الصناعات أم درمان» مع حافز مادي ومعنوي، وذلك لواقعة تناولها عدد من الصحف، حيث لحظ المساعد أثناء عمله جوار استاد الهلال جمهرة من المواطنين متحلقين حول حقيبة سوداء وأفادوا بأنها موجودة في هذا المكان ثلاث ساعات، وظنوا أن بها مواد متفجرة أو أنها مرتبطة بجريمة وتخوفوا من الاقتراب منها. وعند وصوله وعمله بما يجري توجه نحو الحقيبة بشجاعة وتحسسها، وعندما لم يجد أن بها مواد صلبة قام بفتحها ووجد بداخلها مستندات ودفاتر شيكات وشيكات موقعة تخص صاحبها بالإضافة إلى جواز سفر، وتوجه بها نحو قسم شرطة الصناعات، وبتفتيش الشنطة مرة أخرى وجد بداخلها مبالغ مالية عبارة عبارة عن عملات تقدر بحوالى سبعين ألف جنيه، فقام بعمليات بحث متواصلة عن صاحبها حتى إعادتها إليه سالمة، والكثير الكثير من المواقف المماثلة التي تعمق مفاهيم الأمانة والرسالة الشرطية السامية. موقف آخر تناولته من قبل في هذا «الوهج»، وقلت وقتها بينما كنت أقلب عدداً من الأوراق القديمة التي أحرص على الاحتفاظ بها وكأنما هي مستندات ووثائق مهمة، وقعت بين يدي رسالة قرأتها ثم أعدت قرأتها وأردت لقراء «الوهج» أن يعيدوا معي قراءتها للمرة الثالثة، وهي كانت تعقيباًً على مقال سابق نشرناه. أخي الكريم الدكتور، حسن التجاني، السلام عليكم ، لقد قرأت مقالك القيِّم «وهج الكلم» وقد سررت كثيراً لأنك تتحدث عن شريحة مهمة في وطننا ذات ماضٍ وتاريخ تليد وهم رجال الشرطة الأوفياء في كل الثغور خدمةً وأمناً وطمأنينة، فلهم التقدير والثناء والتحية، وأسمح لي أخي الكريم أن أروي مواقف مررت بها خلال الشهرين الماضيين، ذهبت مع بعض الأهل والمعارف لإدارة جوازات المغتربين بالصحافة لاستخراج جوازات سفر، وقد كانت الإجراءات في غاية السهولة واليسر، وأشهد الله أنني لا أعرف أحداً هناك، وقد شعرت بفخر واعتزاز عظيم لحسن التعامل والرقي والفهم المتقدم الحضاري في التعامل، ووالله لقد رأيت مكتب السيد المدير وهو برتبة العميد ممتلئاً بذوي الحاجات وهو طلق الوجه مبتسم يرد على هذا ويوجه ذاك بكل أريحية والناس تخرج من عنده وهم راضون وبابه مفتوح على مصراعيه، وقد تابعت بعد ذلك خروجه من مكتبه ماراً بأقسام إدارته ويقف مع أي مواطن وهو في طريقه مبتسماً ويرشده ويوجهه، ويذهب المواطن وهو مقتنع وراضٍ، وأيضاً في صالة الجوازات ضابط برتبة عقيد ومقدمان، وفي صالة البيانات الشخصية ضباط برتب رائد وملازم أول، وبمنافذ الاستيفاء برتب ملازمين وصف ضباط وجنود، رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه تشعر وتفخر بأنهم منك وأنت منهم، وأسمح لي من خلال عمودك القيّم أن أشكر معالي وزير الداخلية وسعادة الفريق أول شرطة هاشم عثمان، وأن أشيد بإدارة جوازات المغتربين بدءاً بسعادة العميد مروراً بضباطه الأوفياء ورتبهم المختلفة وصف ضباطه وجنوده.. لهم التحية والتقدير فهم رجالنا الذين نريدهم وهم منّا ونحن منهم، الله أكبر والعزة للسودان ولشعبه العظيم ولشرطته الوفيّة. أخوكم/ هاشم علي السنهوري هذه هي الشرطة حبلى بالكرام والأشراف الأنقياء الأتقياء، وهذه شهادة من شاهد عيان.. والله خير الشاهدين.