نفت المعارضة بدولة جنوب السودان، أمس الأربعاء، الاتهامات الموجهة إليها من قبل متمردي السودان الحركة الشعبية قطاع الشمال بنهب مواشي المواطنين في ولاية النيل الأزرق. جاء ذلك في تصريحات لوكالة الأناضول أدلى بها المتحدث باسم جيش الحركة الشعبية المعارض، العميد لول رواي كوانغ، في مقر المفاوضات بمدينة بحر دار، ردًا على تصريحات الحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة مالك عقار، التي تحارب الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان. وقال رواي إن أعمال النهب التي يتهمنا بها قطاع الشمال عارية عن الصحة، واتهم قوات قطاع الشمال التابعة لمالك عقار بأنها تقوم بأعمال النهب والسرقة، ونهبت «100» رأس من الأبقار وعدداً من الجمال ، فيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس: انفلات البحيرات فرضت سلطات حكومة ولاية البحيرات بجنوب السودان «وسط»، حظر التجوال في جميع مقاطعاتها، بعد تزايد موجة العنف والانفلات الأمني مؤخراً، كان آخرها مقتل مسؤول رفيع بالشرطة في كمين على الطريق الرابط بين رومبيك عاصمة الولاية ومقاطعة شويبيت. وقال نائب حاكم ولاية البحيرات، دوميج شول، للصحفيين، إن اللجنة الأمنية قررت فرض حالة حظر تجوال على جميع أرجاء الولاية لمدة 7 أيام تبدأ في تمام الثامنة وتنتهي في السابعة صباحاً. وأضاف أن القرار يهدف إلى محاولة بسط السيطرة على حالة الفلتان الأمني بالولاية. وقتل العديد من المدنيين في ولاية البحيرات في الأسابيع القليلة الماضية في حملات نهب الأبقار ومواجهات ثأرية وانتقامية متبادلة بين المجموعات العشائرية بالولاية التي باتت أكثر اضطراباً في جنوب السودان. وتدهورت الأوضاع الأمنية بولاية البحيرات بعد اغتيال السلطان ضول شوت، شقيق حاكم الولاية متور شوت، في حادثة وصفت بالانتقامية الشهر الماضي، ما قاد أهل القتيل إلى شن هجمات انتقامية وعشوائية في شتى أرجاء الولاية. غياب لام أكول قال قيادي في المعارضة بجنوب السودان إن المعارضة لن تشارك في المفاوضات مع حكومة جوبا ما لم يشارك فيها لام أكول أجاوين، رئيس حزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي، الذي منعته حكومة جوبا من السفر إلى العاصمة الأثيوبية. ومضى المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن منع أجاوين من السفر جاء بعد مطالبته بنظام فيدرالي، وتقسيم السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية. وقال القيادي في المعارضة إن المعارضة ملتزمة بتنفيذ كافة الاتفاقيات التي وقعتها مع الحكومة برعاية الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا «إيقاد». مصير مجهول يواجه المئات من الأطفال وهم في سن التعليم، فروا مع ذويهم من مناطق متفرقة بولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان نتيجة للصراعات بين طرفي النزاع منذ ديسمبر من العام الماضي، مصيراً مجهولاً بسبب هجرتهم لمقاعد التعليم، وقال عدد من اولياء الأمور بمعسكرات الرديس، جوري والكشافة بولاية النيل الأبيض السودانية لراديو تمازج أمس، إن هنالك المئات من الأطفال وهم في سن التعليم الآن خارج مقاعد الدراسة بالمعسكرات المذكورة، هذا إلى جانب العشرات منهم هاجروا مع ذويهم إلى مدن السودان المختلفة نتيجة لسوء الأوضاع المعيشية بمعسكرات أعالي النيل أيضاً يواجهون مصيراً مجهولاً، وأوضح المتحدثون لراديو تمازج أن أسباب هجرة هؤلاء الأطفال لمقاعد الدراسة ترجع لعدة عوامل، حيث أشاروا إلى أن عدم الاستقرار واختلاف المناهج بالسودان وسوء أوضاع الاسر الاقتصادية، كلها عوامل دفعتهم لترك مقاعد التعليم، وناشدوا جهات الاختصاص والمنظمات للنظر في مستقبل أطفالهم، وذلك على حد اولياء الأمور. وفي السياق أعلن مفوض العون الإنساني بولاية النيل الأبيض صلاح الدين السيد أمس في تصريحات صحفية إن عدد الجنوبيين الفارين بسبب الأوضاع الأمنية والمعيشية إلى ولاية النيل الأبيض وصل «30» ألف نازج بمحلية السلام، وتم توزيعهم على ثلاث مناطق تحت إشراف المفوضية وبموافقة مواطني تلك المناطق. من جهته طالب معتمد محلية السلام المنظمات بتقديم الخدمات الإنسانية للنازحين، خاصة وأن أغلبهم من النساء والأطفال، مشيراً إلى أنهم يتعاملون مع الجنوبيين أُسوة بالمواطنين السودانيين، قائلاً إن الوافدين يمارسون نشاطهم بشكل طبيعي في المناطق التي تم توزيعهم عليها. مخاوف بالتونج تسود مقاطعة تونج الشمالية بولاية واراب بدولة جنوب السودان هذه الأيام مخاوف وسط الأهالي وبمن فيهم السلطات من وقوع كوارث صحية وأوبئة، نتيجة لتراكم المياه والأوساخ التي خلفتها السيول التي ضربت انحاء متفرقة من المقاطعة الأيام الفائتة، وقال عدد من المواطنين إن هنالك أمراض مختلفة ظهرت وسط المواطنين نتيجة للفيضانات والسيول، وحذروا من تفاقم الأوضاع الصحية ، وانتشار أوبئة تصعب السيطرة عليها إذا لم تتدخل المنظمات والسلطات الولائية لفتح قنوات لتصريف المياه وتقديم المساعدات للمتضررين من الكوارث الناجمة من الأمطار والسيول. وكانت أمطار غزيرة قد اجتاحت مناطق واسعة بالمقاطعة أدت إلى إحداث دمار في مئات المنازل وتسببت في مصرع إحدى الفتيات. مجاعة بعد الاستقلال ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن هناك «3.7» مليون شخص، أي نحو ثلث السكان، في جنوب السودان يواجهون مجاعة، حيث خلقت الحرب الأهلية كارثة لا توصف، ولكن العديد من الدول تجاهلت أو لم ترق إلى المستوى المطلوب في فعل ما هو أفضل. وقد طلبت الأممالمتحدة «1.27» مليار دولار، ولم يصلها إلا «385» مليون دولار فقط، ويقول مسؤولون في جنوب السودان إنهم يحتاجون إلى «230» مليون دولار أخرى في ال«60» يوماً القادمة لتجنب أسوأ مجاعة في أفريقيا منذ الثمانينات. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن ما يحدث في جنوب السودان لا ينبغي أن يحدث، فمنذ أكثر من عامين أعلن جنوب السودان الاستقلال عن السودان، ويعرف الجميع أن النضال من أجل بناء دولة فاعلة طويل وشاق، ولكن البلد الجديد كانت لديه أنصار، مثل الولاياتالمتحدة، التي دعت بشدة إلى استقلالها، وقدمت مساعدات كبيرة وكانت على استعداد للعمل مع قادة جنوب السودان، في كل تحدياتها الرئيسية. وألمحت الصحيفة إلى إمكانية الاعتماد على الدول المانحة لجنوب السودان في الاستجابة لنداء الطوارئ، وشددت على ضرورة انضمامهم إلى بقية العالم للتأكد من أن الشعب في جنوب السودان لديه ما يكفي من الطعام، وإلا ستكون مأساة لا يمكن وصفها أن يجوع شعب على أيدي قادته، بعد حصولهم على الاستقلال.