جعلكم الله ممن قال فيهم وجوه يوم إذن مسفرة ضاحكة مستبشرة.. وأفاض الله عليكم نسائم رحمته وأنعم عليكم رضاءه ومحبته وجعلكم من أحبائه وصفوته وألبسكم ثوب تقواه وعافيته ويرزقكم حسن القبول ونيل كل ما هو مأمول ويورثكم ما يشاء من جنات.. اللهم صب عليه الرزق صباً صباً ولا تجعل عيشه كداً ولا نكداً.. دعوة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه فما رؤى أكثر منه مالاً ولا أرغد عيشاً.. أسأل الله لك مثلها.. وجمعة مباركة.. أذكر أنني كنت والزميل المرحوم عبدالمجيد عبدالرازق بدولة قطر الشقيقة وفي دعوة عشاء أقامها لنا الأخ الكريم احمد عثمان عبد الماجد أبدى احد الاخوة القطريين دهشته من اعلان بثه تلفزيون السودان عن دلالة للتخلص من الفائض اشتمل على بطاريات قديمة ولساتك مستعملة وأبواب خردة.. وقال الأخ القطري كيف يسمح التلفزيون السوداني لنفسه ان يبث مثل هذه المزادات المشوهة جداً لصورة السودان.. حديث الأخ القطري عاد الى ذاكرتي والصورة الأسوأ تقدمها قناة النيلين الفضائية وهي تنقل مباراة الهلال وهلال الفاشر من ملعب النقعة الذي يحسب »حواشة« اكثر مما هو ملعب.. فالنقعة بقدر ما »تحفه« الحفر والمطبات فانه لا يخلو من »الدقداق«.. وان كانت في بعضه »نجيلة آفرو«.. فالثلث الثاني منه »صلعة ملساء« وأحسب ان »الفئران والارانب« تجد صعوبة في »المشي« عليه ناهيك عن لاعبين يطاردون الكرة هجوماً ودفاعاً وحتى لا نظلمه فحال ملعب النقعة هو تقريباً حال معظم أستادات الممتاز.. من جفاف وتصحر و«سعدة وضريسة« و«رجلة« تفرض نفسها بديلاً للنجيلة وهذا أحسبه سبباً كافياً ووجيهاً للايقاف الفوري لبث مباريات الممتاز.. هذا البث الذي يقول للعالم اجمع ان السودان البلد الزراعي الكبير غير قادر على تنجيل ملاعبه وان السودان البلد الرياضي العريق كل ملاعبه »سجمانة ورمدانة« وحالها يغني عن سؤالها.. والسؤال ان كان هذا حال أستاد النقعة فكيف هو حال استادات المدن السيادية بالبلاد، فكيف يا ترى حال الاستادات الاخرى وإن كان هذا حال الملعب الرئيس فكيف حال الملعب »الرديف«.. ختاماً لو كنت المسؤول لأوقفت فوراً هذا البث.. عفواً هذا العبث فبث مباريات الممتاز وما يقدمه بعض السودانيين عن السودان يكفي »وكفاية البلد ما ناقصة«..! المعروف ان الهلال ظل يخسر الدوري الممتاز ويهديه لابن عمه كل ست سنوات والمعروف ان في كل المرات التي خسر فيها الهلال الدوري خسره بخسارات ولائية فكادوقلي كانت اكثر من مرة »كمين« سقط فيه الهلال وعطبرة وبورتسودان كلاهما حرمت الهلال البطولة.. وشندي وعلى عينك يا تاجر شالت النقاط من الهلال وجعلتها فارقاً بينه وبين المريخ.. ومن هذه الشواهد مجتمعة حسبت انتصار الهلال الذي حققه بالفاشر وعليه اقدر اقول مبرووووك للهلال..! بالمناسبة فالحساب الاضافي في انتصار الهلال الذي تحقق هو في الاداء الطيب الذي لعب به اللاعبون وروح الجدية والمسؤولية التي أدوا بها المباراة فتحركوا بصورة جيدة في حالتي الاستحواذ والفقدان و«بتنوع« وصلوا الى مرمى خصمهم ثلاث مرات والأجمل تألق الفتى محمد عبدالرحمن.. »في الحتة دي« استحق الهلال كلمة برافو مع استحقاق كامل لهلال الفاشر لكلمة هاردك وفي المنافسات يا أهل دارفور الجايات أكتر من الرايحات..! أيام التنافس أشده بين الخرطوم ومدني ومن بعده أيام اتحاد التضامن وأيام الزيارات المتلاحقة للهلال لحاضرة الجزيرة تعرفت على »ود الحاج« الذي كان يمثل الجزيرة كلها كرماً وحفاوة وجمالاً يستقبل كل الرياضيين الوافدين على مدني بسخونة ويودعهم بحرارة بعد ان يكرمهم »بغزارة« أمطار الاستواء.. والحديث عن ود الحاج هنا يطول ويطول والحديث أطول واعرض واعمق عن ود الحاج العاشق الولهان لسيد الأتيام.. الذي وكما كان يجيئه على قدميه ظل يؤتيه على كرسيه المتحرك.. رحم الله ود الحاج بعدد الحصى والنجم والتراب وجعل الجنة مثواه مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً..