درجت حكومة الولاية الشمالية في كل عام خاصة في فتره زراعة الموسم الشتوي على تعيين مشرفين على زراعة الموسم الشتوي بمحليات الولاية السبع حيث يمثل هؤلاء المشرفون الوزراء من حكومة الولاية من شاغلي المناصب الدستورية، تأتي هذه الخطوة من أجل أن يقوم هؤلاء المشرفون بمتابعة زراعة المساحات المستهدفة والتعرف على المشكلات التي تواجه المزارعين ورؤساء المشروعات الزراعية بمحليات الولاية المختلفة ونجد أن ما تقوم به حكومة الولاية الشمالية من مجهود تجاه تذليل عقبات الموسم الشتوي أمر مقدر حسب إمكانية الولاية المعروفة، حيث يحرص والي الشمالية فتحي خليل على تلقي تقارير دورية من مشرفي الموسم الشتوي تتم مناقشتها في جلسة مجلس الوزراء بحكومة الولاية والتي تُعقد أسبوعيًَا، ولكن الأمر المستغرب هو ضعف الاهتمام من الحكومة المركزية مع العلم أن سلعة محصول القمح تعتبر سلعة إستراتيجية حيث تستورد الحكومة السودانية كميات كبيرة من القمح تقدر بآلاف الأطنان من الخارج في الوقت الذي تتمتع به كل من ولايتي نهر النيل والشمالية بإمكانات زراعية كبيرة لإنتاج هذا المحصول بما يعادل اكتفاء الدولة السودانية من هذا المحصول إذا قدر للحكومة المركزية الاهتمام الكبير بهذا المحصول والمتمثل في تقليل تكلفة الإنتاج بتسهيل وتوفير المعينات الزراعية وتخفيض تكلفة المدخلات الزراعية والسعي لكهربة هذه المشروعات الزراعية. يأتي هذا الحديث والحكومة المركزية تصر على إيقاف الجازولين الزراعي المدعوم في الموسم الشتوي لهاتين الولايتين بحجة أنه يستخدم في غير الأغراض التي دعم من أجلها الأمر الذي جعل عددًا كبيرًا من رؤساء المشروعات الزراعية الكبيرة في العام الماضي يمتنعون عن خوض غمار معركة الموسم الشتوي في ظل ارتفاع معظم المدخلات الزراعية مما أثر سلبًا في نجاح الموسم الشتوي العام الماضي، ويأتي إيقاف الجازولين الزراعي المدعوم في الوقت الذي تفشل فيه مشاريع زراعية كثيرة في إدخال خدمة الكهرباء لهذه المشروعات الزراعية الكبيرة كما يظل مشروع كهربة المشروعات الصغيرة يراوح مكانة والموسم الشتوي يقترب من الرحيل في الوقت الذي يؤكد فيه عددٌ من المزارعين أن الزراعة بالجازولين التجاري تعتبر نوعًا من المغامرات غير محسوبة العواقب. ويرى والي الشمالية أن الاهتمام بإنجاح الموسم الشتوي يعتبر من أولويات برامج حكومته مشيرًا إلى سعي حكومته لتذليل كافة العقبات المتعلقة بذلك بينما يرى المشرف على الموسم الشتوي بمحلية الدبة ووزير التربية طه محمد أحمد أن الولاية الشمالية تتمتع بإمكانات كبيرة في المجال الزراعي من أراضٍ صالحةه للزراعة وبيئة مناخية جيدة وأردف: «كلنا أبناء مزارعين لذلك سنسعى بكل ما أوتينا من قوة لإنجاح برامج الموسم الشتوي»، فيما يرى المشرف على الموسم الشتوي بمحلية القولد وزير الصحة حسب عبد الرحمن أن الغرض من الإشراف على الموسم الشتوي بالمحليات هو الوقوف على المشكلات على أرض الواقع، وأضاف أن الزيارات التي نقوم بها تأتي من أجل معرفة المساحات الحقيقية المستهدَفة والمزروعة ومقابلة المزارعين والاستماع إلى مشكلاتهم والمعوقات التي تواجههم، ومعالجة بعضها آنيًا كما نسعى من هذه الزيارات إلى الاطمئنان لتوفير المعينات الزراعية من «تقاوي وأسمدة واليات» مشيرًا أنه سيتفكر مع والي الشمالية حول إمكان تحفيز صاحب المشروع الذي يحقق أعلى إنتاجية، بينما يرى المشرف على الموسم الشتوي بمحلية البرقيق وزير المالية صلاح عم السيب أن إدخال الكهرباء في عدد من المشروعات الزراعية سيسهم بفاعلية في زيادة الإنتاج معلنًا سعي الحكومة الجاد في كهربة جميع المشروعات الزراعية بالشمالية. غير أن عددًا من أصحاب المشروعات الزراعية بالشمالية والذين التقتهم «الإنتباهة» أبدوا العديد من المخاوف التي ربما تعرقل الانطلاقة القوية في الدخول للموسم الشتوي حيث أوضح محمد علي القاضي صاحب خمسة مشروعات زراعية صغيرة بالضفة الشرقية للنيل أن الكهرباء لم يتم توصيلها حتى الآن لهذه المشروعات وان تكلفة الجازولين الزراعي تعتبر محبطة حيث يصل سعر البرميل من الجازولين التجاري مع تكلفة الترحيل إلى «350 » جنيهًا كما توجد أزمة في تقاوي القمح والأسمدة غير أن إسماعيل صالح هوشة كانت مشكلته مغايرة لأن مشروعه يعمل بالكهرباء حيث تكمن مشكلته في عدم توفير الحاصدات الزراعية بعد الإنتاج وأضاف «في العام الماضي خسرت ما لا يقل عن خمسة ملايين في زراعة محصول القمح ولم يتحصل على طاسة واحدة من القمح الذي زرعه لعدم وجود حاصدة حيث تبعثر كل المحصود في الأرض مشيرًا إلى أن العزاء الوحيد لديه كان هو تبريد مساحة الأرض الجديدة التي استصلحها.