اشتعلت أسعار الخراف هذه الأيام بشدة في أسوق المواشي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك دون وجود مبررات واضحة، فتجار المواشي اتجهوا الى رفع الاسعار استغلالاً للموسم كأنما هناك اتفاق فيما بينهم على أن تكون المنافسة لصالحهم دون النظر الى حاجة المواطن بعيداً عن أعين الجهات المسؤولة عن الرقابة وحدوث تلاعب واضح في زيادة الأسعار، وشكا عدد من المواطنين من ارتفاع الاسعار مطالبين الجهات المسؤولة بوضع ضوابط صارمة بحق المتلاعبين بالاسعار. «الإنتباهة» قامت بجولة ميدانية لمعرفة أسعار الخراف الحقيقية في أسواق العاصمة، ومن خلال الجولة وحسب إفادات تجار المواشي الذين اشتكوا من ضعف القوة الشرائية معللين ذلك بانعدام السيولة، قال أحد التجار إن القوة الشرائية في الآونة الأخيرة دون الطموح، وتوقع أن ترتفع مع اقتراب عيد الأضحى، فيما أوضح التاجر محمد علي أن أسعار الخراف تتراوح بين «1500 2000» جنيه كأدنى سعر، واشتكى محمد من ارتفاع الضرائب والرسوم والنفايات المفروضة من قبل الدولة، لافتاً لوجود مشكلة ارتفاع أسعار الاعلاف الذي يشكل مشكلة حقيقية للمنتجين، مشيراً للضغوط التي تمارس من قبل السلطات والمحليات لدفع الضرائب ورسوم الارضية والنفايات، وطالب الدولة بأن تراعى مصلحة المواطن، خاصة أن تلك الممارسات تنعكس سلباً على أسعار المواشي، فيما توقع التاجر أحمد إبراهيم تاجر بالسوق المركزي الخرطوم انخفاض أسعار الخراف في الفترة المقبلة في حالة وصول الوارد من الولايات الذي من المتوقع أن يصل في الأسبوع المقبل، لافتاً لوجود وفرة بالمواشي هذا العام بالولايات، وأشار لضعف القوة الشرائية، وعزا الأسباب لانعدام السيولة، وتخوف عدد من المواطنين من ارتفاع أسعار الماشية دون وجود معالجات، وأبدى المواطن محمد علي سخطه من الارتفاع الذي تشهده الأسعار ووصف الوضع بالفوضى في ظل الإنتاج الكبير بالبلاد، وتساءل عن دور الدولة في وضع الاصلاحات في ظل الارتفاع الجنوني بالأسواق وضعف الاجور، وقال: لا بد من وجود معالجات جذرية للوضع بشكل عام حتى يستطيع المواطن أن يضحي. فيما نفى رئيس غرفة المصدرين ورئيس غرفة الانتاج الحيواني خالد المقبول ان يكون للتجار دور في ارتفاع اسعار الخراف، معلناً في ذات الوقت طرح كميات من الخراف اعتبارا من اليوم بسعر «1250» جنيهاً في مركزين في سوق قندهار تتناسب مع احتياجات المواطن، كاشفاً عن اتفاق مع ولاية الخرطوم واتحاد العمال بتوريد كميات من الاضاحي باسعار تتراوح بين «1000» جنيه و«1250» جنيهاً، مؤكداً انه تم الاتفاق على توفير «18» الف رأس من الخراف للعاملين في الدولة لتخفيف حدة الاسعار، وقال المقبول في تصريحات صحفية ان الاسعار التي تم طرحها في سوق قندهار تتفاوت حسب الأوزان الكبيرة التي لا تتجاوز «30» كيلوجراماً، مؤكداً توفر «100» الف رأس في المراكز، واضاف ان الاصناف المطروحة هي نفسها التي تم تصديرها من نوعية الحمري والكباشي، مؤكدا دور القطاع الخاص في تخفيف العبء عن المواطن، وشدد على ضرورة محاربة السماسرة الذين يتلاعبون بالاسعار، وقال ان اختيار سوق قندهار للحفاظ على بيئة الحيوان والانسان، إضافة الى قربها من مراكز بيع الماشية. وفي ذات الاتجاه قال مدير عام الاقتصاد وشؤون المستهلك بوزارة المالية بولاية الخرطوم د. عادل عبد العزيز في حديثه أمس ل «الإنتباهة» إنه في إطار المعالجات الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم بها ولاية الخرطوم من اجل تخفيف العبء المعيشي على المواطنين تم توجيه محفظة قوت العاملين لتوفير خراف الاضاحي للقطاع المنظم، وبالتالي التأثير في مجمل الاسعار بالنسبة للمواطنين العاديين، مشيراً الى ان المحفظة قامت بجولة واسعة في اسواق المواشي بولاية الخرطوم بمشاركة الجهات الرسمية والجمعية السودانية لحماية المستهلك، واستطلعت موقف الاسعار في مناطق الانتاج وطرحت عطاءات لتجار المواشي لتوريد الخراف للمحفظة، وتم التوصل الي مؤشر اسعار يشير الى ان سعر خروف الاضحية وزن «46» كيلوجراماً فأكثر يتراوح بين «1300» الى «1320» جنيهاً، وخروف وزن «39 الي 45» كيلوجراماً يتراوح بين «1270» الي «1290» جنيهاً، وهذا مؤشر يدل علي ان المواطن يمكنه ان يتفاوض مع التاجر في حدود «50» جنيهاً او اكثر من المبلغ المذكور اعلاه، علماً بأن هذه الاسعار للضأن الحمري والكباشي، موضحاً ان الوزن مقصود به وزن الحيوان الحي، وقال ان الاسعار ستكون حول الارقام التي تم تحديدها اعلاه، وعلى المواطنين التمسك بحقوقهم في الاسعار المعقولة.
