كان ينسخ بعضاً من أعماله في إحدى المكتبات بمدينة لندن تمهيدًا لعرضها أثناء استضافته في حوار لإحدى القنوات التلفزيونية عندما التفت إليه بعض زوار المحل من الإنجليز وأبدوا إعجابهم بتلك الخطوط والرسومات الكاركاتيرية واستأذنوه في بعض النسخ وقد كان.. ، وذات يوم تفاجأ بأعماله منشورة في إحدى الصحف؛ ومنها كان دخوله عالم الصحافة الغربية التي قال عنها إنها أعطته مساحة فقدها في بلده السودان.. فنان عالمي يتحدَّث بلغة سهلة يفهمها كل سكان الأرض.. الرسام الكاركاتوري الراحل .. عبد العظيم بيرم.. الذي بدأ تعاطيه مع الريشة في«الطاشرات» برسم اللوحات الزيتية وبورتريهات للرؤساء وزعما ء الدول.. ومنها لفت نظر «ماما عائشة» واستضافته برنامجها للأطفال آنذاك... ثم أصبح ضمن مقدمة الركب لفناني الكاريكاتير ورسام في الديلي إكسبريس البريطانية.. اتصل يوماً هاتفيًا ليخبرني أنه سيزور السودان قريباً للمشاركة في معرض الكتاب الثامن بكتاب يوثق لمسيرته مع الريشة ويقدم من خلاله تجربته في عالم الكاريكاتير وكان من المنتظر أن يخرج الكتاب في منتصف أكتوبر 2012م ويأتي متزامناً مع معرض الخرطوم الدولي للكتاب وحضوره البلد للإشراف على طباعة الكتاب الذي دعمته شركة زين سيأتي تحت عنوان «عالمية ريشة سودانية» يحتوي على «256» كاريكاتير منها «75» لوحة تتحدث عن القضايا العالمية للإنسان فيما تتناول باقي اللوحات مواضيع وقضايا مختلفة تطرق لها الأستاذ بيرم وسيتم تخصيص جناح لعرض اللوحات الكاريكاتورية والكتاب في صالة المعرض.. وبالفعل حضر بيرم وشارك في المعرض بجناح لفت الأنظار بتلك الرسومات بالأبيض والاسود وتلك الخطوط الدقيقة المتقنة والتي لا تعرف كيف خرجت من أنامل ذاك الجسد المنهك.. لكن الكتاب لم يكن هناك لاسباب تتعلق بالطباعة والمواعيد حسب ما فهمت، لكنه لم يشأ ان يغيب فما كان منه الا ان عرض الملصق الخاص بالكتاب ويحمل الغلاف!! والى اليوم لاندري ماذا حدث واين ذاك الكتاب الذي كان يفخر به كثيراً! بيرم... وأسماء كثيرة من مبدعينا ممن آثروا الخروج بإبداعهم خارج الوطن.. هؤلاء يظلون أبناء هذا البلد وإن اختلفت أسباب الخروج! والأمل أن لا ننسى هؤلاء وأن لا ينسونا بدورهم ما دامت فيهم حياة ونسأل الله أن لا نفجع فيهم وهم غرباء عن تراب الوطن.. وأنّ يظل ما تخلق بداخلهم من إبداع موقعاً بالوطن دوماً وأبدًا!!..