مواصلة في بيان مناقضة قصائد البرعي لمحكم القرآن الكريم أورد أبياتاً ذكرها في قصيدة «أحمد الطيب البشير» في صفحة «111» من الديوان المسمى رياض الجنة !! حيث ورد في القصيدة ما يلي: 1/ إن أحمد الطيب البشير يحيي الميّت وأنه قلب الأنثى ذكراً، وذلك في قوله: ألم تر أن الله أيده بما يقوم مقام المعجزات يناسب كإحياء ميت وكالبنت بعد ما أتت وهي أنثى للذكورة تقلب. ونفس هذا الأمر صاغه البرعي في بيت بالعامية في قصيدة أخرى باسم «يا نفس أمرحي» مطبوعة ضمن قصائد أخرى في كتيب خاص قال فيه: ليه سلّم يا ولد ٭٭ ده القلب البت ولد.. وقد ذكر ذلك عبد المحمود نور الدائم في كتابه أزاهير الرياض ص «243». وأورد عن رجل جاء لأحمد الطيب وشكا له أن له ست بنات وليس له ولد فأمره أن يأتي بواحدة منهن يوم الجمعة بعد صلاة الصبح فاختار من رغب في قلبها!! فمسح بيده عليها وقرأ: «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» قال: فقلبت ذكراً كاملاً من حينها!! وهذا المعتقد ينافي ما ورد في القرآن الكريم في محكم آياته من اختصاص الله تعالى بإحياء الموتى، قال الله تعالى: «ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، وقد سأل خليل الله إبراهيم عليه السلام ربّه أن يريه كيف يحيي الموتى. ولا يخفى على من يقرأ القرآن الكريم قصة إبراهيم عليه السلام مع النمرود عندما قال له إبراهيم: «ربي الذي يحيي ويميت». 2/ إدعى البرعي أن من زار أحمد الطيب البشير ثم أحبه وهب له تاج الولاية ويموت على حسن الخاتمة، قال البرعي: ومن زاره لله ثم أحبه بصدق له تاج الولاية يوهب يموت على حسن الختام مكرماً سعيداً وذو الإنكار في الحال يعطب فبأي دليل رتّب البرعي هذه الأمور لمجرد زيارة أحمد الطيب البشير؟! 3/ كما ادعى أنه تبناه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في الحضرة. وقال إبراهيم عليه السلام إنه أب له حيث قال: تبناه خير المرسلين بحضرة وقال إبراهيم إني له أب 4/ وادعى أنه قد تفل الرسول عليه الصلاة والسلام في فيه فأصبح بذلك يعلم الغيب، حيث قال: وقد تفل المختار في فيه تفلة فنال بها علماً عن الغير يحجب وقد تقدّم بيان مناقضة قصائد كثيرة للبرعي لمحكم القرآن الكريم في ما يدعيه من علم الغيب لبعض الشيوخ، فإن القرآن الكريم ورد في محكمه قول الله تعالى: «قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ» وقوله تعالى: «وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ» وقوله تعالى: «قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» وقوله تعالى: «وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ» وقوله تعالى: «وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ» وقوله تعالى: «قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ». 5/ وادّعى أنه لا يحتجب عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من أكمل القوم إليه وأقرب، حيث قال: ولم يحتجب عنه الرسول لأنه إلى ذاته من كمّل القوم أقرب، وهذا من الغلو بإدعاء أمور غير صحيحة ولا تثبت ببرهان ولا حجة. 6/ وادّعى البرعي أن من أشار إلى قبر يدفن صاحبه وقال «هذا قبر أحمد» أي أحمد الطيب البشير فإن صاحب القبر لا يعذب!! وهذا من العجائب فإن أسباب النجاة والسلامة في دار البرزخ والأخلاة وردت في القرآن والسنة ولم يكن فيها شيء من هذه الدعاوى والخرافات، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول إذا فرغ من دفن أحد من أصحابه يقول: «استغفروا لأخيكم ويلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل» .. فإن الميت كما صح في الحديث يذهب معه عمله وأهله وماله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله.. وهذا الذي ادّعاه البرعي من التشريع في دين الله ما لم يأذن به، ومن الغلو في شيوخ طريقته مما لم تكن عليه بينة أو حجة تقبل، وما أكثر مثل هذه الدعاوى!! وفي نفس القصيدة الكثير مما ينافي محكم القرآن مما طلب فيه مغفرة الذنوب عند أضرحة الشيوخ، وأن أحمد البشير خصّاه الله برتبة موسى، وأن الله ملّكه أرض الصعيد، وغير ذلك مما لا يحصى إلا بكلفة.