أوضحت التجربة التاريخية للشعوب التي تمكنت من بناء أنظمة ديمقراطية متينة، أن الشرط الأساسي لقيام هذه المنظومة واستمرارها يتمثل في مدى قدرة الأطراف السياسية المتباينة على تنظيم الحوارات بهدف الوصول إلى التوافقات بمختلف أنواعها؛ نصف عام ويزيد شهراً مذ ان انطلقت الية الحوار الوطني (7+7) تتحرك أفقياً ورأسياً داخلياً وخارجياً فى مسعى حميد لاشراك باقى الاطراف التى مازالت تنأى بنفسها عن المشاركة. كان المشير عمر البشير رئيس الجمهورية قد أكد رغبته الصادقة في تهيئة المناخ الملائم لانجاح الحوار الوطني الجامع، وأصدر لدى مخاطبته قادة وزعماء الأحزاب والقوى السياسية بقاعة الصداقة اول امس الأحد، عدة توجيهات وقرارات لضمان نجاح الحوار تمثلت في توجيه الجهات المختصة في الولايات والمحليات في مختلف أرجاء السودان بتمكين الأحزاب السياسية من ممارسة نشاطها السياسي داخل وخارج دورها بلا قيد لذلك النشاط ووفقاً لنصوص القانون, كما وجه بتوسيع المشاركة الاعلامية للجميع , وتعزيز حرية الاعلام بما يمكن اجهزة الاعلام والصحافة من أداء دورها في انجاح الحوار الوطني بلا قيد سوى ما يجب ان تلتزم به من أعراف المهنة وآدابها ونصوص القانون وكريم أخلاق السودانيين النبيلة، وأصدر قراراً بإطلاق سراح أي موقوف سياسي لم تثبت عليه بعد التحقيق تهمة جناية في الحق العام أو الخاص، كما جدد رئيس الجمهورية ضمن القرارات والتوجيهات التزام الحكومة واستعدادها لتمكين الحركات حاملة السلاح من المشاركة في هذا الحوار الجامع، معلناً تعهد الحكومة باعطائها الضمانات المناسبة والكافية للحضور والمشاركة. وانفعالاً مع الحوار والدعوة اليه أعلن نحو «40» حزباً سودانياً الاتفاق مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بشأن آليات لتنفيذ المبادرة التي أطلقها الرئيس عمر البشير للحوار حول القضايا الوطنية، وتضمن الاتفاق تحديد سقف زمني للحوار ينتهي بمؤتمر لكل القوى السياسية، وقدمت الأحزاب السودانية، خلال لقاء مع نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبدالرحمن ومساعده إبراهيم غندور، فى الاسبوع الاول من فبراير الماضى جملة من مقترحات شملت تشكيل لجنة عليا من جميع الأحزاب لقيادة الآلية، إلى جانب أن تكون إحدى الجامعات آلية لتنفيذ المبادرة، إضافة إلى مقترح تكوين آلية قومية وطنية من شخصيات معروفة بحياديتها ووطنيتها. وتكاثفت ردود الفعل الايجابى من كافة القوى والاحزاب والشخصيات والزعماء السياسيين حول وثبة الحوار الوطنى، فقد قال الامين العام لحزب المؤتمر الشعب الدكتور حسن الترابي إن حزبه قبل دعوة الحوار والمشاركة فيه تقديراً للمخاطر التي يواجهها السودان، ورحب حزب الامة القومي بالقرارات لتهيئة الاجواء للحوار الوطني، حيث قال الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة إن حزبه يرحب بالدعوة للحوار الوطني الجامع واعتبر اهدافه تصب في مشروع النظام الجديد الذي دعا له حزب الامة. وشدد المهدي على ضرورة الالتزام القاطع من الجميع بتنفيذ نتائج الحوار داعياً الى رفع الحظر عن الانشطة الانسانية، كما اكد الدكتور جلال يوسف الدقير الامين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي ان اللقاء التشاورى مع القوى السياسية سانحة تاريخية قد يصعب تكرارها، مؤمناً على اهمية تهيئة المناخ المناسب للحوار الوطنى مشيداً بالاستجابة الكبيرة من الاحزاب للمشاركة فى مؤتمر الحوار الوطنى . كما امن رئيس الحركة الشعبية تيار السلام دانيال كودي على اهمية ايجاد وفاق وطنى للخروج من ازمات السودان. ويرى مراقبون أن اتفاق أديس محطة مهمة من عمر الصراع السياسي في البلاد تتطلب توافر عامل الثقة بين الفرقاء السياسيين وتعزيز قيمة الحوار. وقال الأمين السياسي لحزب العدالة والتنمية بشارة جمعة إن اتفاق أديس ايجابي فى تقديرنا. والان يمر الحوار بمحطة مهمة بعد ان اجازت الجمعية العمومية للحوار الوطني بالاغلبية في اجتماعها بقاعة الصداقة برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية، تقرير اداء لجنة (7+7) وخارطة طريق الحوار واتفاقية اديس ابابا، توطئة لقيام المؤتمر الجامع للحوارالوطني الذي حدد له رئيس الجمهورية مبدئياً قبل نهاية نوفمبر الجاري وتم تفويض لجنة (7+7) لتحديد زمان بعينه للمؤتمر. وجاءت ردود الفعل ايجابية جداً بعد هذا اللقاء حيث اكد بروفسير ابراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية ان اجازة الجمعية العمومية للحوار الوطني بالأغلبية تقرير اداء لجنة (7+7) وخارطة طريق الحوار واتفاقية اديس ابابا قد نقلت الحوار الى مراحل جديدة. وابان غندور في تصريحات صحفية ان الحضور الكبير للجمعية العمومية يشكل مصدر تفاؤل لنجاح الحوار، مضيفاً أن السودان مقبل على مرحلة جديدة من التوافق والتوحد، ومؤكداً ان الجمعية العمومية شكلت دفعاً قوياً لجولة مفاوضات اديس ابابا القادمة لتحقيق السلام والاستقرار. نصف العام انقضى على مسيرة الحوار الوطنى ويشهد الفضاء السياسى الراهن التقاءات جامعة وطنية، حول الهدف من الحوار تعتبر مواقف متحالفة مع الفكرة والرؤية والهدف والرسالة لا محالة، ستتفق على الاخراج واليات التنفيذ.. كما شهدت مسيرة الحوار بروز اتجاهات مخالفة لها موقفها ورؤاها وما تملك من اسباب الرفض اوالممانعة، وتربط ذك باشتراطات موضوعية كما تراها ومطلوبات لازمة كما اعلنتها هذه القوى السياسية.. ولكن لابد من صنعاء وان طال السفر وستصفو الليالي بعد كدرتها وكل دور إذا ما تم سينقلب.