قبيل أن يوقع السودان اتفاق التعاون العسكري الشامل الجديد مع دولة قطر يوم الاحد الماضي، أجرى وزير الدفاع الوطني الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين زيارة الى العاصمة الصينيةبكين الاسبوع الماضي، اجرى خلالها محادثات مع الشركات الصينية تعمل في مجالات الدفاع بهدف توطين الصناعات الحربية في السودان، كما التقى وزير الدفاع الوطني بنائب رئيس اللجنة العسكرية و وزير الدفاع الصينيين، إلى جانب عدد من قادة الجيش الصيني، وعقب عودة الوزير الفريق اول عبدالرحيم من الصين قال إن زيارته كانت مهمة وناجحة وجاءت في إطار التعاون بين وزارتي الدفاع السودانية والصينية وتقوية وتمتين العلاقات بين البلدين في النواحي العسكرية وتبادل الخبرات الفنية في المسائل ذات الصلة، كما أكد وزير الدفاع أن علاقات السودان مع الصين تشهد تطوراً متنامياً على الصعد كافة، مشيراً إلى التعاون المشترك بين البلدين في تبادل الخبرات وتطوير القوات المسلحة، وأضاف أن وفده التقى بعدة شركات صينية تعمل في مجالات مختلفة من بينها الشركات العاملة في مجال الدفاع بهدف توطين الصناعات الحربية في السودان. أما في شهر سبتمبر الماضي بالخرطوم فلقد افتتحت دولة تركيا ملحقيتها العسكرية في الخرطوم بالتزامن مع احتفال عيد النصر لجيش الجمهورية التركية ضد دول الاستعمار التي غزت أراضي الدولة العثمانية، وبحسب السفير التركي جمال الدين ايدن في كلمته خلال الحفل الذي أقيم بمنزله، فإن افتتاح الملحقية العسكرية يأتي امتداداً للتعاون بين البلدين في كافة المجالات، أما وزير الدفاع الفريق اول عبدالرحيم فقال في كلمته إنهم منذ مدة وهم يعملون لأجل هذا اليوم الذي يمثل إضافة لعلاقات البلدين الضاربة في التاريخ، حيث كان السودان نقطة انطلاق الأتراك إلى افريقيا، كما أشاد الوزير بالتعاون العسكري بين البلدين من تدريب وتأهيل ونقل التقانة الحديثة للصناعات الدفاعية من تركيا إلى السودان، مؤكداً أن الملحق العسكري سيجد كل التعاون من وزارته ليؤدي واجبه بالصورة المطلوبة، وفي السياق قال الملحق العسكري التركي بالخرطوم العقيد سردار كاغليان إن افتتاح الملحقية سيكون بداية لتعاون أكبر بين تركيا والسودان، وكانت الخرطوم وانقرة قد أكملتا ترتيبات افتتاح الملحقية العسكرية أثناء زيارة البارجة بارباروس التابعة للبحرية التركية في يونيو الماضي في ميناء بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، التي كانت الأولى من نوعها للساحل السوداني. بالتالي فإن الاتفاقيات السودانية العسكرية التي جرت خلال الفترة الماضية مع كل من الصينوتركياوقطر، ستشكل محوراً دولياً خاصة ان التحالف العابر للقارات يلتقى في السودان، كأول رد فعل على الاتفاق «السوداني القطري»، وقال مدير وحدة السودان وجنوب السودان بمركز الأهرام للدراسات المصري هاني رسلان بان اتفاقية قطر والسودان فى التعاون العسكرى تثير التعجب، مشيراً إلى أن قطر والسودان كل منهما تقع في قارة، فضلاً على أن ظروفهما السياسية والاقتصادية مختلفة، وقال رسلان في مداخلة في برنامج «صباح أون» الذي بثته فضائية «أون تى فى» المصرية، بان السياسة المصرية لديها رغبة فى تهدئة الأوضاع جنوباً مع السودان وأثيوبيا. اذاً فان السودان سيشكل بتحالفه القديم مع الصين والجديد المتطور مع قطروتركيا أكثر من زلزال جيوسياسي في المنطقة، الامر الذي سيتسبب في انهيار تحالفات سابقة كثيرة من شأنها أن تنعكس قريباً بصورة ايجابية داخل السودان، الأمر الذي من شأنه إجبار الإدارة الأمريكية على مراجعة رهاناتها السابقة وتغيير معطيات التعامل الأمريكي مع السودان.