لم تأت مقولة السودان سلة غذاء العالم من فراغ، فالعالم أجمع يعلم الأراضي الشاسعة والخصبة التى يتمتع بها السودان في جميع ولاياته، إلا أن هناك بعض الولايات تتوافر لها جميع مقومات الزراعة من أرض خصبة ومياه ومزارع مقتدر ولكن هذا المزارع تواجهه بعض العقبات لتحقيق إنتاجية عالية، ومن هذه الولايات ولاية النيل الأبيض التي تتمتع بأراضٍ زراعية خصبة بإمكانها أن تحقق الأمن الغذائي للسودان ودول الجوار، وتعمق هذا الإحساس لدى مزارعي الولاية حينما زار وزير الدولة بوزارة الزراعة دكتور محمد علي علوب في وقت سابق مشروعات النيل الأبيض، ولكن بعض المراقبين يرون أن هنالك مهددات تعيق عملية التنمية الزراعية بالولاية مشيرين إلى المشروعات الزراعية بالجبلين و جودة التي يواجه فيها المزارع بعض العقبات، وقالوا إن المزارع هناك يواجه بعض العقبات في موسم جني القطن، وكان هذا الموسم قد دشنه والي ولاية النيل الأبيض أحمد نور الشنبلي مبشرًا بموسم يُحدث طفرة اقتصادية في الولاية وأضاف المراقبون أن ما يحول دون تحقيق النهضة الزراعية الإجراءات التي اتخذها البنك الزراعي ضد أمين ورئيس المجالس الإنتاجية بالمحلية، فيما قال رئيس مجلس الإنتاج علي يعقوب إن هنالك مطالبة من البنك الزراعي لمزارعي مشروع نايفر والمشاريع المروية بالجبلين والتي بلغت «5» ملايين مشيرًا إلى أن مجلس الإنتاج قد عجز عن السداد، وقال يعقوب إن وزير الدولة كان قد وجّه في وقت سابق بأن تتم جدولة ديون كل المشاريع المروية، فيما قال رئيس اتحاد مزارعي جودة حماد عبد الله إن تمويل البنك الزراعي بدأ منذ موسم 2004 2005 وكان تمويلاً فرديًا مباشرًا مع المزارعين، وفي الموسم قبل الماضي تم الاتفاق على جدولة المديونية وهي أن يقوم المزارع بسداد واحد جوال ذرة وقنطار قطن وجوال قمح، تم الاتفاق وبدأنا السداد في العام الماضي، ولكن في هذا العام رفض البنك الزراعي فرع الجبلين مع رئيس القطاع عملية التسوية أو جدولة المديونية وأكد حماد أن البنك ألزمنا بسداد مبلغ خمسة ملايين جنيه تشمل حتى المواسم السابقه قبل جلوسنا على رأس الاتحاد وكذلك التوقيع على شيك جديد بهذه القيمة مع العلم بأن هذه المديونية بها تمويل فردي مباشر قد أدرجه البنك تحت مسؤولية الاتحاد ومجالس الإنتاج، وبالرغم من ذلك لجأنا إلى عملية التسوية في هذه المديونية لكن البنك ظل يطالب بتوقيع الشيك الجديد بسداد خمسة ملايين منوهًا بأن منطقة جودة هي نقطة تماس وهي تعتبر سدًا عاليًا في الحدود لحماية الشمال، فإذا تعسر المزارع في السداد وهجر هذه المشاريع فسوف تؤول هذه الأرض بلا منازع لمن يتربص بنا من الحركه الشعبية التي تقبع على بعد عشرة أمتار من مشاريعنا في جودة الفخار، فيما يرى يعقوب ضرورة الجدولة كما كانت في السابق: جوال من الذرة والقطن والقمح لكل مزارع، وقال إن المهلة التي منحها البنك للسداد تعتبر مستحيلة في الوضع الراهن، ولكن مدير قطاع البنك الزراعي محمد علي مساعد نفى بشدة أن تتم جدولة جزء من المديونية وترك بقية الثلاثة مواسم، وقال إن المسؤولية جماعية وأكد مساعد أن الإدارة العليا للبنك دعت المزارعين المتمثلين في اتحاد المزارع والمجالس الإنتاجية للتحاور والمشورة فلم يطرق الباب أحد منهم وأضاف أنهم أعطوهم فترة سماح ولكن كان هناك عدم حسن نية وعدم جدية في التحاور لوضع آلية معينة لسداد المديونية مما دعانا لفتح بلاغات ضد ممثلي مزارعين من المجالس الإنتاجية، وأشار مدير القطاع إلى أن ما أُثير من جدل حول تضخم المديونية غير صحيح فهي تراكم لخمسة مواسم سابقة حدث بها تعسر وأن إدخالنا للتمويل الفردي المباشر جاء بعد مشاورة مع اتحاد المزارعين بالجبلين ووصلنا بالاتفاق إلى إدراج مديونية التمويل الفردي في الجدولة العامة للمديونية مؤكدًا أن البنك لا يستهدف أشخاصًا ولكن الشخصيات الاعتبارية هي التى تتحمل المسؤولية لذلك حررنا بلاغًا ضد ممثل الإنتاج وأمين مجلس الإنتاج، وقال مساعد إننا مستعدون لعملية المفاوضة لجدولة المديونية إذا رضخ المجلس وأدرج كل المديونيات في شيك جديد وعقد آخر حتى يضمن البنك حقوقه كاملة، كل ما أثير من للغط حديث حول الإعثار في سداد مديونية مواسم القطن والذرة في مشروع نايفر ومشاريع جودة قد يتسبب في نوعٍ ما من الخلافات والانتقادات أثناء عملية الحصاد لممثلي مجالس الإنتاج الذين يسهمون بصورة مباشرة في الحصاد سواء كان عن طريق مد المزارعين بملحقات الحصاد من جازلين وغيرها قد يتسبب هذا الأمر في انهيار الموسم بأسره وناشد مساعد المجلس الإنتاجي وممثلي اتحاد المزارعين في جودة والجبلين بمد حبل الصبر في تعسر السداد حتى يخرج الموسم الإنتاجي من كبوة الحصاد ثم يسلم المحصول للبنك حتى تعم الفائدة لمزارع والبنك، فيما يرى أمين مجلس الإنتاج مهدي محمد أن العجز في سداد المديونية هذه هو مسؤولية المجالس السابقة ولا يمكن أن يتحملها هذا المجلس وتساءل كيف يتحمل هذا المجلس وزر التمويل الفردي الذي كان بين المزارع والبنك مباشرةً؟