قال لي أحد الأصدقاء الأعزاء، كيف تهاجم بكري المدينة وتستنكر ذهابه للمريخ وتقول ان الهلال لا يشرفه أن يكون من بين صفوفه لاعب لا يدين بالولاء للنادي، في الوقت الذي تطالب فيه باستمرار بعودة هيثم مصطفى للهلال وهو الذي انضم للمريخ وارتدى شعاره ولعب له وشارك في فوزه ببطولة الممتاز..! قلت لصديقي ليس هناك أي علاقة أو وجه شبه بين الحالتين، فبكري قد التقى برئيس الهلال أشرف الكاردينال بمنزله ووافق بكامل قواه العقلية على إعادة قيده مقابل مليار وستمائة مليون استلم نصفها نقداً والباقي يقسم على فترة لعبه للنادي ثم غير رأيه وتنكر للعقد ونقض الوعد والعهد وذهب للمريخ من أجل الحصول على المزيد من الأموال ليؤكد انه لاعب بلا كلمة ولا يدين بالولاء للهلال الذي حوله من لاعب مغمور الى نجم وأحدث نقلة كبرى في حياته بما أغدقه عليه من اموال ما كان يحلم بها في يوم من الأيام..! أما حالة هيثم مصطفى فهي تختلف تماماً حيث لم يفكر لحظة خلال مسيرته الطويلة بالهلال ان يتركه لأي سبب من الأسباب وينتقل للمريخ أو أي ناد آخر بل لم يحدث أن ساوم هيثم على أي مبالغ لإعادة تسجيله كما فعل عدد كبير من اللاعبين الذين تم شطبهم مؤخراً ويتحسر البعض عليهم رغم رفضهم التوقيع إلا بعد استلامهم للمبالغ الخرافية التي طالبوا بها ورضخ لها النادي فضلاً عن الدور الكبير الذي كان يلعبه في حل مشاكل اللاعبين وإعادة تسجيل المفكوكين واقناع النجوم الجدد بالانضمام لمسيرة الهلال والذين كان آخرهم اللاعب الموهوب نزار حامد، ورغم كل ما قدمه هيثم للهلال داخل وخارج الملعب فقد تعرض لحرب شرسة من مجلس الأمين البرير وآلته الاعلامية ومدرب الفريق غارزيتو ولجنة الكرة الذين حرموه من المشاركة في التمارين والمباريات والمعسكرات والرحلات الخارجية وطلبوا منه امعاناً في استفزازه التدريب مع فريق الشباب وهو الكابتن والقائد وشنوا عليه حملات اعلامية شككت في كفاءته ومستواه وقدرته على مواصلة اللعب لإخراجه عن طوره حتى يجدوا مبرراً لشطبه الذي كان مبيتاً منذ اليوم الأول لتولي مجلس البرير لمهامه لتصفية حسابات قديمة معه وهو صاحب الشخصية القوية التي يصعب اخضاعها لأية جهة..! فحالة بكري المدينة مختلفة تماماً عن حالة هيثم الذي لم يذهب للمريخ من اجل مزيد من الشهرة أو من اجل المال ولكنه وافق على ارتداء شعار المريخ في لحظات غضب وانفعال وإحساس عميق بالألم من ظلم ذوي القربى ولاثبات ان شطبه لم يكن لأسباب فنية تتعلق بمستواه وقدرته على العطاء بل كان لتصفية حسابات قديمة واحقاد دفينة مرت عليها سنوات ولكنها ما زالت حية في دواخلهم. ولذلك ليس هناك مجرد شبه بين الحالتين والفرق كبير جداً بين هيثم الذي توقف من اللعب للمريخ ورفض كل الإغراءات والتهديدات من اجل العودة لناديه رغم كل ما واجهه من حرب استهداف وحملات إعلامية شوهت صورته في اذهان الجماهير بأكاذيب وافتراءات لا علاقة لها بالحقيقة، وبين بكري المدينة الذي وافق على تجديد عقده مع الهلال وقبض امواله ثم باعه للحصول على مزيد من الاموال. فالمقارنة معدومة بين من يقاتل من اجل البقاء بناديه في مواجهة الاستفزاز والاستهزاء والاساءة وبين من استغنى عن الهلال وجماهيره بالمال الذي قد ينتهي غداً أو بعد غد ليجد نفسه قد فقد الهلال والمريخ..! ولأن هيثم صاحب قضية فقد ظللنا نكتب ونقاتل من اجل عودته الى دياره وأهله لرفع الظلم عنه ورد الاعتبار له وهو النجم العاشق للهلال والذي امتع الجاهير بفنه وإبداعه وقاده للفوز بالممتاز إحدى عشرة مرة ولدور الاربعة في البطولات الافريقية عدة مرات واصبح رمزاً للعطاء وجزءاً من تاريخ النادي الذي اعطاه بلا حدود ولذلك لن نتوقف عن الدعوة لعودة القائد والتي نعتبرها امراً طبيعياً في نادي الهلال الذي عرف بالتسامح مع ابنائه عبر تاريخه الطويل، كما ان عودة هيثم في هذه الظروف هو الرد العملي لتسجيل المريخ لبكري واحياء لقيم الوفاء وتقوية صفوف الفريق وتوحيد الإرادة الشعبية ورد الاعتبار لهذا النجم العظيم..!