أدانت قوات «فجر ليبيا» التفجيرين اللذين وقعا عند السفارتين المصرية والإماراتيةبطرابلس يوم الخميس الماضي، في حين بدأت السلطات الأمنية تحقيقا في الهجومين اللذين خلفا أضراراً مادية دون وقوع إصابات. ووصفت قوات فجر ليبيا التي تسيطر على الأوضاع الأمنية في العاصمة التفجيرين، واتهمت جهات استخبارية غير ليبية بمحاولة النيل من استقرار ليبيا وإظهار العاصمة بأنها غير آمنة، كما زار وزير الخارجية الليبي محمد الغيراني موقع التفجيرين، وأعلن أن الجهات الأمنية بدأت التحقيق في الحادثين، واتهم الغيراني جهات استخبارية بأنها تريد إعطاء رسائل سلبية للبعثات الدبلوماسية في طرابلس، وإظهار العاصمة بأنها غير آمنة، ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المقار الدبلوماسية للدولتين، إذ سبق أن تعرضت سفارة الإماراتبطرابلس العام الماضي لهجوم بقذيفة صاروخية، كما تعرضت القنصلية المصرية في بنغازي لهجمات عدة، وحدث التفجيران وسط تقارير عن اعتزام مؤيدين للواء المتقاعد خليفة حفتر إثارة اضطرابات في طرابلس اليوم «السبت». وحذر المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا من أن الثوار سيتصدون بحزم لأية محاولة لإثارة الاضطرابات في العاصمة. وتأتي هذه التطورات الميدانية فى أعقاب زيارة وزير الخارجية علي أحمد كرتي الذي انهي زيارة إلى ليبيا في إطار المبادرة السودانية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، وأعلن خلال تصريحاته حول نتائج زيارته في طبرق و طرابلس موافقة كل الأطراف الليبية على المبادرة السودانية، ودعما لتلك المبادرة قالت وزارة الخارجية اول امس «الخميس» إنها سلمت وزراء خارجية دول جوار ليبيا رسائل دعوة للمشاركة في الإجتماع الخامس المقرر عقده الخرطوم في الرابع من ديسمبر القادم، وذكرت الوزارة في بيان صحفي أن وزير الخارجية علي كرتي وجه رسائل الدعوة لوزراء خارجية دول جوار ليبيا لحضور الاجتماع الخامس الذي تحدد عقده في الخرطوم في الرابع من شهر ديسمبر القادم، وأوضح البيان أن الدعوة شملت كل من «مصر وتونس والجزائر والنيجر وتشاد»، بجانب أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ومبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا ناصر القدوة ومبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا دليتا محمد دليتا، وأعرب كرتي طبقا للبيان، عن ثقته بأن يكون هذا اللقاء في الخرطوم خطوة أخرى في سبيل المساهمة في تحقيق الأمن والإستقرار في الشقيقة ليبيا. لكن التفجيرات التى وقعت في طرابلس ظهر امس تشير إلى ان بعض الأيادي التى تريد مواصلة الفتنة في ليبيا بدأت تعمل لإفشال اجتماع دول جوار ليبيا الذي سينعقد بالخرطوم بالتزامن مع دورها لمحاولة إفشال المبادرة السودانية لأن الخرطوم تقف على مسافة واحدة بين كل الأطراف الليبية. في سياق منفصل يرى مراقبون أن المواقف الدولية تغيرت حيال مجلس نواب طبرق والحكومة المنبثقة عنه برئاسة عبد الله الثني، وذلك بعد إصدار المحكمة العليا لحكمها القاضي ببطلان مقترحات فبراير وما ترتّب عنها لاحقاً، فالمجتمع الدولي لإن ساند مجلس النواب طبرق المنتخب من طرف الشعب في سياق احترامه للانتقال الديمقراطي وتقديس إرادة الناخب الليبي، إلا أنه في ذات الوقت يقدس ويحترم أكثر حكم المحكمة. ولعلّ ما يجسّد ذلك التعبير تصريح وزير الدفاع الفرنسي الذي ذكر فيه انه على الليبيين تقرير مصيرهم بأنفسهم وتشكيل حكومة شاملة، ولم يتضمن التصريح المذكور أية إشارة لمجلس نواب طبرق أو المؤتمر الوطني، إضافة إلى ذلك التقى برنار ليون المبعوث الأممي لدى ليبيا رئيس المؤتمر الوطني. المجتمع الدولي يأخذ بعين الاعتبار الوقائع على الأرض التي ترجح الكفة لصالح المؤتمر وحكومة الحاسي وفجر ليبيا، ولعل هذا الاتجاه جعل من داعمي الانقلابي خليفة حفتر القيام بتفجيرات طرابلس التى وقعت الخميس الماضي لإفشال الخطط التى يمكن ان تجعل حكم المحكمة العليا ليؤكد للمجتمع الدولي أن الأجهزة والمؤسسات الموازية غرب البلاد هي التي تحكم على الأرض، كما ان حقائق ووقائع أدركتها الأجهزة المعادية للسودان وليبيا ربطت خيوط الاتصال باتجاهات جديدة لمحاولة خلق معادلة بديلة بعد فشلها الإقليمي، لأنها علمت أن المبادرة ستنجح بجمع الأطراف الليبية للحوار وإحلال السلام في الإقليم، لذلك يجب تحصين المبادرة السودانية أولاً بإيقاف تكتلات دول المنطقة ضد المبادرة، ثم وقف الأيادي المعادية التي ساهمت في تفجيرات طرابلس لإحراج المبادرة السودانية وتشعل فتيل الحرب مجدداً.