تعتبر خسارة المنتخب الوطني أمام جنوب افريقيا وخروجه من تصفيات البطولة الافريقية منطقية جداً قياساً بمستواه المتواضع الذي أدى لخسارته لأربع مباريات من ست، والتي كان فيها في حالة يرثى لها من الضعف والهزال والذي هو نتيجة طبيعية لسياسة التخبط والارتجال التي يدير بها الاتحاد الكرة السودانية، ولفشل الجهاز الفني في اختيار اللاعبين ووضع الطريقة المناسبة التي تمكنهم من الخروج بنتيجة ايجابية تحفظ ماء وجه المنتخب الذي تعرض لهزائم قاسية وموجعة ليس لفارق القدرات الفنية والبدنية فقط، بل لانعدام روح الولاء التي تدفع اللاعبين للدفاع برجولة واستماتة عن شرف المنتخب والكرة السودانية، ولذلك واهم من كان يتوقع فوز المنتخب واحياء أمل الوصول للنهائيات، وغارق في الوهم من كان ينتظر استقالة الجهاز الفني واتحاد الكرة بعد هذه الهزائم المتواصلة والفشل الذريع، والأكثر وهماً من كل هؤلاء من كان يعتقد أن ابعاد كبار اللاعبين وتجديد شباب الفريق سيعيده لسكة الانتصارات، لأن اصلاح حال الكرة أكبر من مجرد تغيير لاعبين بآخرين، بل يحتاج لثورة شاملة تحدث تغييراً كبيراً في الأفراد والعقليات لإعادة بناء الكرة على قاعدة عريضة من المدارس السنية التي تخرج الكوادر القادرة على تحقيق الانتصارات والإنجازات التي تعيد مجد الكرة السودانية كما يحدث في كل الدول التي حققت طفرة كروية كبرى بتركيزها على مدارس الكرة والاكاديميات وليس على اللاعب الجاهز الذي اثبت فشله الذريع خلال الخمسين عاماً الماضية والتي لم يحقق فيها شيئاً سوى الفوز ببطولة الامم الافريقية عام «70» وبطولة مانديلا عام «89»، وهي استثناءات تؤكد ان الكرة السودانية تعتمد في انجازاتها على الصدفة والحظ والاجتهادات وليس على المستوى الثابت والأداء المنظم الذي يحتاج للسرعة والمهارة واللياقة والقدرات التكتيكية التي ليس لها وجود في ساحة الكرة السودانية!! وأقول بكل الصدق اننا لو استجلبنا اعظم المدربين في العالم وشيدنا أحدث الاستادات ووفرنا مليارات الدولارات للكرة السودانية، فإنها لن تحقق أي نجاح، إلا اذا أنهينا الفوضى الادارية بالأندية والاتحاد وفرضنا نظام المدارس السنية على كل الأندية بقوة القانون لنحصد ثمار هذه التجربة بعد عدة سنوات نجوماً واعدة تتدفق مهارة ولياقة وقدرة على تطبيق طرق اللعب المختلفة وتكتيكاته المتطورة التي تقود السودان للفوز بالبطولات الخارجية التي تشرف الوطن وترفع رأسه عالياً في ساحات التنافس الخارجي، وبدون هذا لن تخرج الكرة السودانية من مستنقع الضعف والتدهور، وستظل تتجرع الهزائم في البطولات الافريقية والعربية الى ان يرث الله الأرض وما عليها، لأن الصراعات والفوضى والعصبية ومواكب النفاق والمصالح لن نجني منها غير المزيد من الخيبة والفشل في كل مجالات الرياضة. معاوية فداسي وراء القضبان!! أصدرت محكمة ود مدني الجنائية أمس حكماً بالسجن لمدة ثلاثة اشهر على نجم الهلال معاوية فداسي لعدم تنفيذ حكم بإزالة منزله بفداسي الحليماب اكثر من مرة، وكان صاحب قطعة زراعية مجاورة لمنزل معاوية فداسي الذي تسكن به اسرته لأكثر من 25» عاماً، قد رفع دعوى امام المحاكم بالتعدي على ارضه الزراعية بمساحة «64» متراً، وصدر قرار الإزالة ولم يتم تنفيذه في المرتين الأولى والثانية، وتم أمس صدور الحكم بالسجن على معاوية لعدم تنفيذ أوامر الإزالة!! وفي تصريح للسيد عادل عبد الله دوكة ابن شقيق معاوية اوضح انهم قبل صدور الحكم بالسجن قد توصلوا الى تسوية مع صاحب الارض الزراعية يدفعون له بموجبها «84» مليون مقابل التنازل عن الدعوى، وقال عادل انه قد اتصل بعاكف عطا قبل مباراة المريخ الأولى ووعده بحل المشكلة ولم يفعل شيئاً، واتصل عدة مرات بعاطف النور مدير الكرة الذي لم يرد عليه الى ان صدر الحكم، مشيراً الى ان ادارة الهلال لو اخذت الأمر بجدية ودفعت المبلغ لما دخل معاوية السجن، وقال ان اسرة معاوية غاضبة جداً من موقف ادارة الهلال، بل ندمت على انضمام معاوية لفريق لا يهتم بمشكلات لاعبيه ولا يبذل اي جهد لحلها!! ان تجاهل وإهمال عاكف عطا وعاطف النور لمشكلة معاوية فداسي حتى حكم عليه بالسجن امر ينبغي ألا يمر دون محاسبة وعقوبة رادعة، لأن دخول هذا اللاعب للسجن في قضية كان من الممكن ان تحل بدفع هذا المبلغ تعتبر وصمة عار في جبين النادي الذي يدفع المليارات لتسجيل اللاعبين ويبخل على هذا اللاعب المخلص والغيور ببضعة ملايين كانت ستجنبه هذه العقوبة التي يتحمل مسؤوليتها ايضاً مجلس الإدارة الذي لا اعتقد انه لم يتم ابلاغه بهذا الامر الخطير والذي ترتب عليه فقدان اللاعب لحريته ودخوله للسجن بسبب الاهمال والمماطلة في حل المشكلة بدفع المبلغ المطلوب للاعب الذي كان نجم مباراتي القمة، واصبح وراء القضبان لانه لا ظهر أو سند في مجلس الادارة الذي لا يتساوى في نظره اللاعبون، ويعمل بسياسة المجاملات والعلاقات والصداقات!! رغم تكالب قوى الشر سيعود هيثم لناديه!! رغم تكالب قوى الشر التي ترفض عودة هيثم مصطفى وتعمل على تدميره بدوافع الحقد والكراهية بعد «17» عاماً من العطاء المتواصل، فإنه سيبقى رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشماء، وسيعود الى داره وجماهيره عزيزاً مكرماً ليواصل رحلة العطاء والابداع مع الأزرق نحو شواطئ النصر والعزة والشموخ. واذا كانت اسباب ومبررات قوى الشر الرافضة لعودة هيثم تستند لاسباب ضعيفة وغير منطقية، فإن مطالبة الجماهير بعودته وقيادته للفريق لمنصات التتويج أكثر من «15» مرة ودوره الكبير في حل مشكلات اللاعبين وتسجيل النجوم الجدد، يشفع له في الرجوع لناديه الذي عرف عبر تاريخه بالوفاء والتقدير لكل من اعطاه بلا حدود، وبذل الجهد والعرق في سبيل الدفاع عن شعاره وإسعاد جماهيره بالانتصارات والإنجازات.