إصلاح حال الكرة السودانية يحتاج الى ثورة شاملة تقتلع جذور الفاشلين في كل أوجه العمل الرياضي واستبدالهم بكوادر مؤهلة وتملك القدرة على إحداث الطفرة المنشودة، فحل الاتحاد وإعفاء الجهاز الفني وتسريح المنتخب لن يحل المشكلة التي تحتاج لتغيير جذري في الشخصيات والعقول والخطط والبرامج للخروج من نفق الضعف والتردي والهزائم الى آفاق التطور والانتصارات والبطولات.. إن ذهاب رجال الاتحاد واستبدالهم بشخصيات تتعامل بنفس العقليات وتعتمد على اللاعب الجاهز وعلى نفس أسلوب المنافسات لن تتمكن من تطوير الكرة بل ستدفعها بقوة نحو هاوية الإخفاق والفشل ومواصلة الخروج من البطولات الخارجية بفضائح كروية وهزائم مذلة من دول لم تكن تحلم يوماً بالصمود أمامنا ناهيك عن هزيمتنا بالثلاثات..! الطريق الوحيد لتطوير الكرة في كل أنحاء العالم يمر عبر بوابة مدارس الكرة والمراحل السنية وأية محاولات غير الاعتماد على تعليم الكرة للصغار في سن مبكرة حرث في البحر وإضاعة للوقت والجهد والمال، ولن نجني منه غير المستوى البائس والمتواضع الذي تعيش فيه الكرة السودانية منذ سنين طويلة وجعلها مصدراً للسخرية والتندر من الإعلام العربي في الصحف والمنتديات بعد أن فرضت نفسها في الستينات والسبعينات بعروضها ونتائجها ومستوياتها الرفيعة التي صنفتها كواحدة من أفضل وأعرق الدول التي مارست كرة القدم في الوطن العربي والقارة السمراء..! وفي إطار سعينا لتغيير حال الكرة السودانية طالبنا أمس بحل اتحاد الكرة الذي تخوف منه وزير الشباب والرياضة الاتحادي حتى لا يتعرض السودان لعقوبات من الفيفا بالحرمان من المشاركات الخارجية لعدة سنوات وهو قرار في مصلحة الكرة السودانية التي تحتاج لقرار شجاع بتجميد النشاط وتحمل تبعاته لإعادة النظر في كل شيء حتى تستعيد الكرة عافيتها وتحقق الانتصارات والإنجازات التي تسعد الجماهير وترسم البسمة على شفاهها بعد سنين طويلة من الأحزان والإحباط الذي تسببه هزائم الأندية والمنتخبات على كل المستويات..! السيد وزير الشباب والرياضة أعلن رفضه القاطع لحل الاتحاد بقرار حكومي لأن الجهة التي جاءت بهذا الاتحاد هي صاحبة الحق في حله ويقصد الجمعية العمومية للاتحاد والتي هي في الحقيقة لا دور لها في مناقشة القضايا ومعالجة المشاكل وتنحصر مهمتها الأساسية في التصويت الموسمي للمجموعة التي تدير الاتحاد للحصول على إمتيازاتها، ولذلك فان إسقاط الاتحاد بواسطة هذه الجمعية هو من سابع المستحيلات لأنها لا تملك إرادتها وقرارها في مواجهة هذا الاتحاد مهما كان حجم الهزائم والفضائح الكروية.. وإذا كان السيد الوزير يرى أن حل الاتحاد سيدخل البلاد في مشاكل مع الفيفا ستؤدي لمنعه من المشاركات الخارجية فنحن نرى بعد مسلسل هزائم الأندية والمنتخبات في بطولات الكاف أن الحل في الحل لتستغل فترة التوقف في إعادة بناء الكرة بوجوه جديدة وعقليات متفتحة تتميز بالوعي والذكاء وتؤمن أن تطور الكرة يبدأ وينتهي بمدارس الكرة، وأي شيء غير ذلك سيجعلنا في دوامة الهزائم والخيبة والفشل..!