زادت هجماتها وأصبحت أكثر شراسة من ذي قبل ففي كل يوم تفجع عائلة بأحد أفرادها يكون ضحية لها أن أمراضاً لا تعرف أين تكون ضربتها التالية وهي عادة ما تكون مجهولة الأسباب الشيء الذي جعل من الصعب معرفة علاجها أو الوقاية منها ولهذا أطلق عليها أمراض العصر فهي الآن من أكثر الأمراض حصداً للأرواح وأكثرها انتشاراً وبدأ واضحاً للعيان انتشارها في السودان بصورة مخيفة حيث زادت نسبة المصابين بها بصورة كبيرة فهي الآن من أكثر الأسباب للوفاة غير الذين يقفون في قائمة انتظارها وهم أحياء أشبه بالأموات فتعج المستشفيات وخاصة مستشفى الذرة والقلب بآلاف المرضى بعد أن كان يسمعون بها في نشرات الأخبار فقط والناظر إلى أسباب الوفاة لعدد كبير من الناس في الآونة الأخيرة لا يجدها تخرج من مرضين هما السكتة القلبية أو السرطان ففي كثير من الشهادات التي تحرر لأسباب الوفاة يذكر أحدهما كسبب رئيس للوفاة فأمراض القلب والشرايين من أشرس الأمراض التي تصيب الإنسان وهي مصدر التعاسة لكثير من الأسر التي فقدت عائلها ويمكن تقسيم الأمراض التي تصيب القلب إلى الآتي مشكلات عضلة القلب ومشكلات صمامات القلب والمشكلات الناتجة عن تصلب شرايين القلب والمشكلات التي تحدث نتيجة لاضطرابات كهربائية القلب والتي ترجع لعيوب خلقية بالقلب منها مشكلات الغشاء والمغلف للقلب والمشكلات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وهذه المشكلات منفردة أو مجتمعة في خلل أو ضعف عضلة القلب وفاعليتها في ضخ الدم مما يؤدي إلى ظهور علامات هبوط القلب ومضاعفاته. الأسباب التي تؤثر على القلب القلب يجدد خلاياه وأنسجته ذاتياً وعلى مر سنين العمر، مما يجعله يواكب عمله ويؤدي وظائفه دون توقف. هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى التأثير على أداء القلب سلبياً، مما يجعله غير قادر على أداء عمله على أكمل وجه. من الأسباب المؤثرة على عمل القلب، الخمول البدني وعدم الحركة، السمنة المفرطة وعدم ممارسة الرياضة البدنية، التدخين، الخمور تعاطي المخدرات، ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري من النوع الثاني، الانفعالات العصبية والنفسية. وهذه الأسباب من شأنها أن تحول عضلة القلب القوية، إلى مضخة مترهلة وضعيفة، تعجز عن أداء وظائفها. وبجانب معالجة الأمراض السابق ذكرها، تلعب الرياضة والحركة والامتناع عن التدخين وتجنب السمنة دورًا فعالاً في تقوية عضلة القلب والمحافظة على وظائف القلب وحيويته كواحد من أهم أعضاء الجسم. السرطان مرض العصر لكل عصر أمراضه التي تؤرق المضاجع وتحير العلماء حتى يجدوا لها العلاج فكلما تسمع اسم أحدها تشعر بالرهبة منها فهي تسبب الهلع بمجرد ذكر اسمها ومنها السرطان هو داء ارتبط اسمه مع اسم الموت حتى صار يضاهيه رهبة وفزعاً وصار كل من يسمع باسمه يشعر بالخوف والحزن والأسى سواء أكان هو المصاب أم أحد أقاربه أو معارفه، والحقيقة أن السرطان هو داء خطير قد يؤدي إلى الموت لكن ليس بالضرورة فمع وجود العزيمة والأمل والعلاج الجيد والحديث أصبح الطب يتحدث عن شفاء من هذا الداء الشرس أو على الأقل يحقق العلاج فترة هجوع جيدة تتفاوت حسب طبيعة الداء و مرحلته وحالة المصاب. وفي كل يوم جديد نسمع عن دواء جديد وعلاج جديد قد يحمل في طياته الخلاص النهائي من مرض العصر والأمر ليس ببعيد فكم من داء كان يقي الموت فيما مضى لم نعد نسمع عنه سوى في الكتب بفضل الثورة العلمية في العلاج. إن عدد أنواع مرض السرطان تبلغ أكثر من مائتي (200) نوع، ولقد انتشر بيننا كالوباء، فليس منا من لم يفجع بقريب أو عزيز أصيب بهذا المرض القاتل، ولقد ربطت الأبحاث العلمية بين هذا المرض والتعرض للمواد الكيميائية وبما أننا نعيش للأسف الشديد فوضى غذائية ودوائية عارمة، بسبب ضعف العقوبات، وتقاعس بعض الجهات، فإننا نتعرض للعديد من المواد المسرطنة، منها ما يدخل في الأغذية من مواد حافظة ونكهات وألوان صناعية ومثبتات، وإضافات كيميائية. ومنها ما يكون في البيئة المحيطة كالتلوث الصناعي والمهني (عوادم السيارات - أدخنة المصانع - الملوثات البيئية الأخرى أو نواتج الاحتراق). أسباب تفشي تلك الأمراض في السودان الدكتور محمد الحاج لخص لتفشي الأمراض في السودان أهمها سوء تخزين وإعداد الغذاء أهم أسباب السرطان أننا نتعرض يومياً إلى كم كبير من المخاطر الصحية من خلال الأغذية التي تطرح في الأسواق نتيجة لسوء الحفظ، والتخزين، والمواد الحافظة، والمثبتة، والمحسنة للون والطعم والرائحة، والتي تضاف إلى تلك الأغذية من دون ضوابط، الخضار والفاكهة المرشوشة بمبيدات حشرية وأسمد كيماوية، كذلك المنتجات المسرطنة والمعالجة وراثياً هذه المنتجات تنشر مرض السرطان لا سمح الله. انتشار الأجهزة الالكترونية على مساحات وأسعة وكبيرة وأجهزة متعددة من حواسيب وهواتف محمولة وأجهزة استقبال البث الفضائي وكلها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع الكثير من الأمراض حيث هناك الكثير من النظريات العلمية التي تجزم أن التعرض للأشعة المنبعثة من تلك الأجهزة يزيد من الإصابة بالجلطات الدماغية والسرطانات التلوث البيئي الكبير حيث أصبحت الخرطوم من أكثر العواصم تلوثاً للبيئة نسبة للعدد الكبير للسيارات التي تجوب العاصمة ومخلفاتها وأيضاً الكثير من المخلفات الأخرى من أجهزة ومعدات تتسبب في أمراض كثيرة ارتفاع نسبة المدخنين لجميع أنواع الدخان سواء كان سجائر أو شيشة والاستخدام التبغ (الصعوط) وضحايا التدخين السلبي الذي يكون خطر الإصابة بالأمراض أكثر من المدخنين أنفسهم فكلها مسبب رئيس لجميع أنواع السرطانات وأمراض القلب والجلطات.