بمناسبة الزيارة الرسمية التي يبدؤها وزير خارجية جمهورية روسيا الاتحادية للسودان اليوم، رأيت من المفيد التذكير بأهم وأبرز المحطات التاريخية التي مرت بها العلاقات الثنائية بين جمهورية السودان وجمهورية روسيا الاتحادية، والتي تشهد حالياً تسارعاً في خطوات الجانبين لتطورها، وتوسيع مساحات التعاون في مختلف المجالات، وتجيء زيارة لافروف للسودان وكلا البلدين يواجهان عقوبات اقتصادية من أمريكا وأوروبا بالنسبة لروسيا الاتحادية، وعقوبات أحادية من أمريكا ضد السودان. اقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي والسودان في 5 يناير عام 1956م، وشهدت ستينيات القرن الماضي تطوراً مطرداً للعلاقات الثنائية، إذ تم في تلك الفترة توقيع الاتفاقيات الطويلة الامد التي ساعدت على تطوير التعاون بين البلدين في شتى المجالات، وفي مطلع السبعينيات قامت القيادة السودانية بقطع العلاقات مع الاتحاد السوفيتي من جانب واحد، لكن بعد وقوع الانقلاب العسكري عام 1985م بدأت العلاقات بين البلدين تعود إلى مجراها الطبيعي بشكل تدريجي، وفي تاريخ 29 ديسمبر عام 1991م اعلن السودان اعترافه الرسمي بروسيا الاتحادية، كما قام وزيرا الخارجية مصطفى عثمان إسماعيل ولام أكول بزيارتي عمل إلى موسكو في نوفمبر عام 2001 ومايو عام 2006م، كما جرى لقاء وزيري خارجية البلدين في سبتمبر عام 2006م، وذلك على هامش الدورة الحادية والستين للجمعية العامة لهيئة الاممالمتحدة، وخلال انعقاد الدورة الثامنة والخمسين للجمعية العامة لهيئة الاممالمتحدة في 29 سبتمبر عام 2003م وقع وزيرا الخارجية للدولتين البروتوكول الخاص باجراء المشاورات واقامة التعاون في مجال رفع كفاءة الكوادر الدبلوماسية. كما تم توقيع بروتكول التعاون بين الأكاديمية الدبلوماسية لوزارة الخارجية الروسية والمركز الدبلوماسي في الخرطوم، وشهدت الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة لقاءً بين وزير الخارجية الروسي من جانب ونائب رئيس السودان علي عثمان محمد طه من جانب آخر. وزير الدفاع السوداني يزور روسيا رسمياً في ابريل عام 2002م زار وزير الدفاع السوداني بكري حسن صالح روسيا، وتم اثناء الزيارة اعداد اتفاقية التعاون العسكري التقني بين الحكومتين الروسية والسودانية، وتم توقيع هذه الاتفاقية في مارس عام 2003م وذلك خلال الزيارة التي قام بها إلى الخرطوم يوري خوزيانينوف نائب رئيس لجنة التعاون العسكري والتقني الروسية. وزار عبد الرحيم محمد حسين الممثل الخاص لرئيس السودان في شؤون دارفور موسكو ثلاث مرات كانت المرة الأولى في اكتوبر عام 2004م، وكان عندها يتولى منصب وزير الداخلية، وفي عامي 2006 و2008 وهو يتولى منصب وزير الدفاع، وهدفت الزيارات إلى تسليم رسالة رئيس السودان إلى رئيس روسيا في مسألة دارفور. تطور العلاقات بين برلماني البلدين وتتطور أيضاً العلاقات بين برلماني البلدين. ففي يونيو عام 2004 قدم إلى موسكو في زيارة عمل احمد إبراهيم الطاهر رئيس الجمعية الوطنية السودانية«2»، اما في فبراير عام 2005م فقد زار الخرطوم وفد مجلس الاتحاد الروسي برئاسة سيرغي أنوخين النائب الأول لرئيس لجنة السياسة الاعلامية لمجلس الاتحاد. وفي نوفمبر عام 2006م زار السودان ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي. وفي نوفمبر سنة 2008م زار موسكو الوفد البرلماني السوداني برئاسة عثمان مداوي رئيس لجنة الشؤون الخارجية للجمعية الوطنية السودانية. كما زار مارغيلوف السودان بزيارة رسمية في شهر فبراير عام 2009م، وفي ديسمبر عام 2006م زار موسكو اللواء صلاح الدين عبد الله محمد عثمان رئيس جهاز الامن القومي السوداني. والجدير بالذكر أن لجنة الشؤون الدولية في البرلمان السوداني ايدت بشكل مطلق موقف روسيا بشأن الاحداث في أوسيتيا الجنوبية التي وقعت في أغسطس عام 2008م، وانتقد بشدة سلطات جورجيا لقاء الجرائم التي ارتكبتها. تشكيل لجنة لتطوير التعاون بين البلدين يتم تنظيم العلاقات التجارية والاقتصادية مع السودان بموجب اتفاقية التجارة والتعاون الاقتصادي والتقني التي أبرمت بين الحكومتين الروسية والسودانية في يناير عام 1998 والتي حلت عوضاً عن عدد من الاتفاقيات المبرمة سابقا في هذا المجال، وفي اواخر عام 2007م وبتوصية من الرئيس السوداني عمر حسن البشير تم تشكيل لجنة تطوير التعاون الروسي السوداني.