النهضة الكبيرة التي شهدتها الولاية الشمالية في الآونة الاخيرة من إنشاء الطرق القومية «طريق شريان الشمال» الرابط بين مدينة أم درمانودنقلا بالشمالية، وطريق قسطل حلفا الرابط بين مدينة حلفا أقصى الولاية الشمالية وجمهورية مصرالعربية، بالاضافة إلى انفتاح باطن الأرض من المعادن«معدن الذهب أنموذجاً»، بالاضافة إلى الهجمة الاستثمارية المتنوعة بالشمالية من إنشاء المصانع والمشروعات الزراعية وما إلى ذلك، لم تكن هذه مجتمعة اضافة فحسب للنهوض العمراني والتطور الحديث للولاية، وإنما كانت على هذا التطور ضريبة يدفعها أهل الولاية إذا لم تتدارك الجهات الرسمية الأمر، فبداية فقد شهدت الولاية خلال الفترة الماضية دخول كميات كبيرة من المخدرات استطاعت السلطات الامنية والشرطية وغيرها من الجهات المنوط بها مكافحة الإجرام وضع اليد عليها والتقليل من خطورتها عندما ضربت بيد من حديد الذين يعبثون بأمن المواطن وعقول شبابه، ثم كانت جرائم تهريب البشر عبر مدينة دنقلا إلى الشقيقة ليبيا عبر الصحراء الممتدة بين دنقلا والحدود الليبية، وأيضاً استطاعت السلطات القبض على الرؤوس الكبيرة في هذه العملية وإرجاع المهربين من دولة اثيوبيا وغيرها إلى وطنهم، ثم لم تقتصر مشكلات النهضة والتطور الذي حدث بالولاية على تلك المشكلات بل كانت قضية التعدين الأهلي والعشوائي لمعدن الذهب مصدر قلق للسلطات خاصة في ما يتعلق بوجود العمالة الوافدة وخطر ترويج المخدرات والمتاجرة فيها في المواقع التي تتمتع بالتعدين الأهلي لمعدن الذهب بمحليات الدبة، القعب بدنقلا ابو صارة بدلقو، والتعدين بمحلية البرقيق وحلفا.. وعطفاً على ما سبق فقد شهدت محلية الدبة في منتصف الأسبوع المنصرم فحوصات معملية لعينات عشوائية منهم اصابتهم بامراض الكبد الوبائي والايدز. وأبلغ عدد من المواطنين تحدثوا ل «الإنتباهة»، ان معظم الاثيوبيين يعملون في مهنة بيع «الشاي والقهوة للزبائن»، بالاضافة الى الاعمال الاخرى، واشار آخرون إلى ان الاثيوبيين يعملون بأجور زهيدة مما يجعل اصحاب العمل يفضلونهم على ابناء جلدتهم، مشيرين الى ان العملة السودانية تصبح ذات قيمة عندما تحول الى وطنهم، وهذا ما يجعلهم يقبلون العمل بالأجور الزهيدة. عموماً تبقى عملية توافد الأجانب على المدن السودانية دون ضوابط ومراقبة خطراً يهدد النسيج الاجتماعي للأسر السودانية ويضر باقتصاد الدولة، الامر الذي يحتم على الجهات الرسمية، وضع تحوطات لازمة لذلك، والاستفادة من الدروس قبل ان يقع الفأس على الرأس.