بعض الناس يعتقدون أن المخدرات ذات علاقة وطيدة بالإبداع.. وان الابداع الذي يأتي عبرها مميز دون سائر أنواع الإبداعات الأخرى، ولكنهم واهمون، فالمخدر اذا كان له دور ابداعي يكون محصوراً في مجالات العمليات الطبية، حيث يستفاد منه في تخدير العضو الذي يراد اجراء العملية فيه، دون ان يصاحب ذلك ألم للمريض او المصاب.. ومن معناه يتضح جلياً انه يعمل على خمول الخلايا الحية ويجعلها في حالة خمول مؤقت، اي معطلة عن القيام بوظيفتها كما ينبغي.. إذن كيف تخلق المخدرات الإبداع؟ سؤال واضح يجب ان يطرحه الواهمون على أنفسهم عندما يعتقدون ذلك... وللحقيقة نقول ان الإبداع تخلقه العقول السليمة النقية من شوائب صانعة الخلل كالمخدرات...وتجعله خيالاً انه من صنع المسطول.. ونظرة العاقل للمسطول تسهم كثيراً في هذه الوهمة بأن المخدرات تجعل من الشخص المسطول اي المخدر مبدعاً، لأن شكله العام ومظهره يكون أقرب للشخص الممثل، فتعليق الشخص النصيح عنه هو الذي يخلق النكتة.. ويجعلها اقرب اليه، حتى ان الكثيرين يعلقون على التعليق الخيالي بأنه كلام مساطيل.. والواقع المسطول مخدر لا يجرؤ على ان يفك شفرة لسانه المعقود، فمن اين له هذا الإبداع والتفكير حتى للإتيان بنكتة مضحكة.. إنها جميعها من صنع العاقل غير المتعاطي للمخدر. صحيح المجتمع لعب دوراً كبيراً سلبياً في هذا الأمر.. وخلق من المسطول شخصية مفكرة ومبدعة بالخيال فقط، ولكن على ارض الحقيقة فالمسطول ما هو الا شخص وهمي لا مجال له في مساحات الإبداع. المخدرات شر مستطير وألم كبير وخراب ودمار وتحطيم للعقول.. وهو سلاح فتاك تستخدمه الدول المتقدمة لهدم عقول شباب الدول النامية حتي لا تنمو بل تتوقف تماماً عن التقدم والتطور.. لذا نجدها تساهم مساهمة كبيرة في تصديره لهذه الدول المسكينة بإغراء جهات بعينها للاتجار به والثراء منه، وأهدافها أكبر من أن يكون العائد مادياً بقدر ما هو تخدير عقول شباب هذه الدول وجعلها دائماً في حالة خمول، واذا كانت المخدرات كما يعتقد البعض انها مصدر للابداع لحاربتها هذه الدول ومنعتها من الوصول اليها، لكن لأنها اسلحة فتاكة تدفع بها دفعا بكل السبل والطرق لتصبح في متناول كل الشباب لتجميد طاقاتهم حتى لا يفيدوا بلادهم. لكن المخدرات اصبحت وسط الشباب لها معانٍ اخرى انها تجعلهم «رلاكس» اي في حالة استرخاء تام عن الذي يجري من حولهم، والذي يظنونه غير مجد لهم ولا يرغبون حتى في الانتباه إليه. كميات من الشباب خريجي جامعات وهم يذهبون من الجامعة الى بند العطالة مباشرة الا من رحم ربي فيهم.. فأصبحت حياتهم في كثيرها مملة ومكررة، لذا يكون التخدير حسب فكرهم الخاطئ هو ملاذهم حينها. تجار المخدرات يأتون لهذا العمل بدافع التجارة والربح والقفز بالزانة فيها، وبالفعل تحقق لهم ارباحاً خيالية، وبالطبع ايضا هي أموال حرام لانها تهدف لخراب العقول وتدميرها، والعقل كما تعلمون من الخمس النفائس لدى الإنسان. هذه التجارة الرابحة الخاسرة لها رواج كبير وسط الشباب، وهي الطبقة المهمة في المجتمع التي يجب ان نحافظ عليها حفاظاً كبيراً ونعض عليها بالنواجذ.. فقط لأن مستقبل كل امة في شبابها وسواعد بنيها الشباب. النشاط الدؤوب للادارة العامة للمخدرات بكل قوتها البشرية لم يكن عبطاً بقدر ما هو هدف لحماية عقول الشباب، وليس كبتا للحريات بقدر ما هو صون وحماية للأجساد والأبدان والعقول التي تحتاجها البلاد يوماً ما.. هذا النشاط لهذه الإدارة محل احترام رغم تحفظنا بالتعليق على هذا الأسلوب الذي نعتبره ناقصاً في دوائر المعالجة بفهم علم الاجتماع، حيث يتقمصه دور الاسرة والمجتمع الذي في كثير منه يعمل ضد اهداف هذه الادارة في المكافحة.. بالرغم أننا في الآونة الاخيرة نلحظ أن دور هذه الإدارة اخذ في الانصراف بجانب المكافحة إلى التوعية والتثقيف ضد مخاطر هذه المخدرات. ونخرج من جملة كل ما ذكر بأن المخدرات ليست وراء الابداع، انما الابداع تصنعه العقول النظيفة من دخان المخدرات التي تتلف العقل وتدمر خلاياه وتجعلها خاملة..لا فائدة منها.. فالإبداع لا تصنعه العقول الخربة التالفة.. المخدرة.. الميتة جزئياً. الأمر جد خطير وجد مهم وفي غاية الأهمية بأن يقف الناس وقفة رجل واحد ويصطفون صفاً واحداً ضد هذه الآفة منعاً لتمددها ونموها أكثر من هذه الرقعة التي لا ننكر بأنها أصبحت واقعاً وحقيقة. أخي سعادة اللواء المكي.. انتم تقومون بعمل كبير وجليل في أمر المكافحة.. ألا تعتقد يا سعادتكم أنكم تحتاجون للكثير من الجهات التي يعنيها الأمر لتقف معكم وتساندكم وتشد من أزركم.. ألا تعتقدون انكم وحدكم لا تستطيعون والهم عصف؟! بالمناسبة النكتة المنسوبة للمسطول تفقد طرفتها لو نسبت للعاقل.. لذا تقول النكتة إن مسطولاً..... مع تحياتي،