شاع بين الناس بغير حق ان «الصفر» اذا جاء شمال الرقم لا قيمة له، وهذا كلام غير حقيقي، وهى معلومة تضللية بُنيّت عليها الكثير من الحسابات فانتهت الى ما بُنيّ على باطل فهو باطل. أرقام الهواتف السيارة الان كلها تبدأ بصفر شمال الرقم ومفاتيح المدن، والدول تحدد بعدد «الاصفار» شمال الرقم. هنا بلغنا حد من القحط اصبح فيه «الصفر» لا قيمة له وان جاء يمين الرقم، نهايك ان يأتي شماله. يؤكد قولي هذا تقرير المراجع العام الاخير الذي حمل عدداً لا حصر له من «الاصفار» يمين الرقم فكان التقرير نفسه «صفراً» كبيراً في المحاسبة، والعقاب، والاعتبار. هذا الجرم، أين العقاب؟. «2» في الشعر العربي كله بما في ذلك أشعار أبو الطيب المتنبي، وفلسفات ابوالعلاء المعري لم اجد اعمق من قول الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري حينما قال : «والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء». لو جُمع الشعر العربي كله ليعطينا مثل هذا القول لرسب الشعر العربي في ذلك. إذاً بالحسبة نفسها لا كومون هي كومون، ولا مكاتب الوالي هي مكاتب الوالي، ولا تقرير المراجع العام هو تقرير المراجع العام إلّا اذا اردتم ان تحسبونا من «الغافلين»!!. ونحن لم يعد عندنا صبر للاستغفال. «3» الذي أستطيع ان أأكده ان يوم 15 من شهر يوليو من العام 1961م الساعة التاسعة صباحاً و45 دقيقة لم يسقط احد من كوبري النيل الابيض «منتحراً». وما استطيع ان اجزم به واقسم عليه ان مامون حميدة في العام 1912م لم يفز بجائزة نوبل في الطب... وذلك لسبب بسيط جداً وهو ان مامون حميدة لم يكن مولوداً وقتها. كما ان «كارول» الفائز بجائزة نوبل في الطب في العام 1912م لا يحمل الجنسية السودانية، ولم يسبق له العمل في مستشفى الخرطوم التعليمي. كارول هذا يقول في كتابه «الإنسان ذلك المجهول» على طريقة «إسحق أحمد فضل الله» قبل اكثر من مائة عام: « ان شخصاً من كل 22 شخصاً من سكان نيويورك يجب ادخاله احد مستشفيات الامراض العقلية بين آن وآخر». ونحن نقول: «ان بين كل شخص هنا يجب ادخال 22 شخصاً مستشفيات الامراض العقلية بين آن وآخر». عفواً هذه الارقام لا جدوى منها تماماً مثل الارقام التى جاءت في تقرير المراجع العام. «4» إذا سقط جدار عرضه «12» متراً وارتفاعه «7» امتار على شخص «سوداني الجنسية» في السوق العربي. فان غرفة الحوادث في مستشفياتنا الحكومية لا يعنيهم «الجدار» ولا يعنيهم «الشخص»، وانما يعنيهم طول «الشاش» الذي يستعمل للف جراح المصاب لحسبة تكلفة «الشاش» المستعمل في فاتورة العلاج. «5» صوفيته ظهرت على «نخلته». جعل التطلع الى النخيل هدفاً.... لخص عبره الطموح كله. كتب يوماً : وكدت أُساق إلى الإيمان أنّ الإنسان قد أوجد خلف القضبان والبعض على البعض السجان في سجن يبدو أبديا فالناظر موجود أبدا في كل زمان و مكان الناظر مقسوم على حياتنا ومكتوب... وكذا «الألفة». محي الدين الفاتح بالروعة نفسها يقدم على اذاعة هلا 96 يوميا عند السادسة مساء برنامجه «ذاكرة الأشياء» عطفا على «الأشياء» التى نتحدث عنها. ومثلما هناك عصير للبرتقال وعصير لليمون وعصير للقصب اكتشفت ان هناك عصيراً آخر للمعلومات عصير عرف ان يقدمه للمستمعين الاستاذ محي الدين الفاتح في كل مساء. احرصوا على الاستماع لهذا الرجل على موجة اف ام 96 فقد دخل الغش في كل العصائر إلّا ذاك العصير الذي يقدمه محي الدين الفاتح. والاشياء الجميلة احرى ان يحرض عليها. الرقم الاخير هو رقم بكل القيمة. أما «النخلة» فلا.