رمى الفريق بالجيش الشعبي والسياسي المخضرم دانيال كودي بحجر ضخم في بركة أحداث جنوب كردفان بإطلاقه مبادرة أمس الهدف الرئيس منها إيقاف الحرب بالولاية والتي أشعل شرارتها رئيس الحركة بكادوقلي عبد العزيز الحلو، وشملت المبادرة أيضًا الدعوة لاستتباب الأمن والمباشرة فى إنفاذ الترتيبات الأمنية ومعالجة القضايا العالقة سياسيًا .. قد يتبادر إلى الأذهان أن دعوة كودي قد تأخرت سيما وأن عمر الحرب بالولاية بيوم أمس الأول أكمل شهرين، وقد يتبادر أيضًا إلى البال إن لم يكن قد ترسخ أن المبادرة صنيعة من الحكومة وإن شئنا الدقة المؤتمر الوطني، وفي هذه الحالة أن دانيال تم شراء ذمته ولأن الزملاء الصحافيين لا تفوت عليهم مثل هذه التقديرات افتتح أحد الزملاء باب الأسئلة بهكذا سؤال وكانت الإجابة حاضرة لدى الفريق الذي قال وبثقة «دانيال كودي تبر لا يُباع ولا يُشترى» وزاد بأن كل ماقصده من مبادرته التي وصفها ب «الشعبية» إيقاف الحرب ونزيف دم أهله. بالنظر للمبادرة قد يكون حالها «أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي» خاصة وأن مكونات ولاية جنوب كردفان السياسية والشعبية ومنظمات مجتمع مدني كانت حاضرة لدى تدشين المبادرة أمس بمؤتمر صحفي بقاعة الشارقة، وباركت خطوة كودي الذى يتمتع بثقل سياسي وعسكري كبيرين خاصة وانه مؤسس الحركة الشعبية بجبال النوبة، وقد ذكر تلك المعلومة فى مؤتمره وزاد عليها بأنه كان حركة بجبال النوبة قبل قيام الحركة الشعبية نفسها عندما ترك مقعده بمجلس الشعب وادار ظهره للحكومة .. قد تكون مكانة كودى إجابة للسؤال هل سيكون النجاح حليفًا للمبادرة؟ خاصة وان حزمة من المبادرات بشأن احداث جنوب كردفان تم عرضها فى سوق «إحلال الأمن» منذ بدء الأحداث ابرزها مبادرة جامعة الخرطوم واحزاب ولاية جنوب كردفان والتي دعا رئيس حزب العدالة وابن جنوب كردفان مكي بلايل لدى مشاركته في تدشين مبادرة كودي دعمه لمبادرة دانيال وقال له نحن معك لنخرج بمبادرة توقف الحرب حتى تتحقق المصالح الحقيقية للمنطقة بدءًا بإمساك أبناء جبال النوبة بملفهم بعد أن أن تاجرت بهم الحركة الشعبية لمصلحة الجنوب والحديث لبلايل وتاجرت بهم كذلك القوى اليسارية وقطاع الشمال ودعا لمواجهة هؤلاء الذين وصفهم بالنبت الشيطاني. ومسألة توريط قطاع الشمال لعبد العزيز الحلو في الحرب بانت وبشكل صريح في حديث كودي الذي تساءل وبخبث !! ماهو دور قطاع الشمال فى إيقاف الحرب؟ هل يرفضها؟ متى صرح أحد قيادات القطاع أنه يريد الحرب أو استنكرها؟ وكشف كودي عن رفض كم هائل من قوات الجيش الشعبي للحرب وقال إن الأسباب التي استند إليها الحلو في إشعال الحرب من جديد غير مبررة ولا يسندها منطق لأنه لم يستنفد الفرص المتاحة لمعالجة القضايا الخلافية بالطرق السلمية. كودي بمبادرته هذه زاد من تضييق الخناق على الحلو بجانب «الزنقة» التي فرضتها عليه القوات المسلحة وهي خطوة ستكسب الحكومة من ورائها الكثير إذا تعاملت معها بعقلانية وبعيدًا عن كونها مبادرة نابعة من قيادي بالحركة.