آثرت أن ألزم الصمت أثناء وبعد المبادرة التي أطلقها اللواء ابن النوبة دانيال كودي .. وذلك من خلال مؤتمر ٍ صحفي عقده بقاعة الشارقة بالخرطوم الأسبوع الماضي .. غير انني اجد نفسي امام مسئولية تاريخية ان لم ابدِ بعض التحفظات والمخاوف التي يتراءى لي جحيمها تحت سفوح وقمم جبال النوبة .. ذلك كلما نطق كودي حرفا ً أو رد علي سؤال ٍ على الصحفيين وبعض ممثلي القبائل والكيانات الاجتماعية وأبناء المنطقة. قد نتفق مع كودي أنه في ذلك اللقاء كان يريد طرح فكرة ٍ ورؤيه حول مبادرة يقودها، ولكن ولكن لاندري مَن مِن الناس يقف معه ووراءه في حين ان الكل ضده. أراد اللواء دانيال كودي الإفصاح عن حل ٍ لأزمة الجبال والرماد الذي خلفته وراءها و ما تزال البيوت تفوح برائحة البارود الذي تطلقها الحركة الشعبية على بنيها من منتسبي الوطني من خلال بنادقهم المقروحة بفوهاتها الصدئة. لا أحد يرفض السلام ويسعى للحرب إلا المهووسين.. ولا أظن اللواء كذلك. ولكن مبادرة الرجل التي لم يفصح عن مخرجاتها، في اعتقادي أنها ولدت ميتة ً وأنها انتهت بانتهاء الزمن المحدد للمؤتمر الصحفي بالشارقة بالخرطوم.. لم يكن الخارجون من القاعة حين اللقاء من ابناء جنوب كردفان لاسيما أبناء النوبة براضين كل ّ الرضى عن مبادرة اللواء كودي، وذلك لأسباب نجملها في الآتي ونترك للقارئ الكريم الحكم فيما إذا كانت ستنجح هذه المبادرة أم ستفشل؟ إن اللواء دانيال كودي نفسه وباعتباره حاكما ً للولاية أثناء اتفاقية نيفاشا .. يعتبر تاريخيا ً مسئولاً عن تمرد أبناء الجبال.. فهو القائد الثاني بعد المرحوم يوسف كوه.. كودي يختفي في عمق الجنوب المنفصل ثم يظهر فجأة ً في قلب الخرطوم رسولاً للسلام! دانيال كودي يسعى الى مبادرة ومايزال الجيش الشعبي للحركة الشعبية بشقيه الشمالي والجنوبي يتبع ويقبع عسكريا ً تحت قبعة سلفا كير! اللواء يتحدث عن مبادرة ٍ وماتزال إمرة الحركة الشعبية قطاع الشمال تتبع سياسيا ً لحكومة جمهورية جنوب السودان! اللواء يفعل كل ّ ذلك ويظل مالك عقار هو الممثل الشرعي والرسمي للحركة الشعبية قطاع الشمال! كودي يسمي عرمان وبعض رفاقه بالقيادات المؤقتة في حين انهم هم من يقود الحرب الآن بولاية جنوب كردفان! قد تصبح المبادرة ناجحة لإيقاف الحرب فيما إذا كانت برؤية ٍ يتبناها عقار نفسه.. ولكن بين طلقتي الوطني والشعبية لا يوجد إلا القتلى! .