أعرفك يا فرسي الأصيل أعرفك مكر مفر مقبل أعرفك.. اعرفك يوم عصينا الملك أن ندينا .. أعرفك يوم أبينا أن يبيت الذل فينا ..يوم أن صحت أن «صاحبهم» تحت حافرك.. يومها رقصنا معك وجعلنا حديثك صوت المزمار رغم عيب العائبين وجهلهم.. أعرفك أيها الجواد العربي الأصيل .. من وقع سنابك أقدامك وأنت تركض للخير تدوس على جباه الطغاة لا تعير انتباهًا لنباحهم ولا لضباحهم.. تحمل مجدنا تطاعن ماتراخى الناس عني وإذا دنا القوم نثرت كنانتك وأخرجت لهم بنيك يحملون المنايا يسقون القوم منها، يجزون رؤوسهم برًا وطاعة!!! وعكفنا على القوم لا أعناق لهم.. ورماحنا لها تنهُّد وأنين. ننام نحن تحت ظلال سيفك نعانق السماء حلماً، لا يكدر صفونا إلا غمغمة سيفك .. ويبتعد القوم ليدبروا أمراً جديدًا.. وتعلو هامتنا بك ويعلم القوم أنه تعس من ظن أنه يدانيك. وتمضي السنون وتمضي معها أجمل أيام العمر، وأنت هنالك تتوهج عيناك .. ويسيل بعض الدمع على خديك مودع بعض بنيك .. وتنظر إلى كنانتك وقد تباعدت عيدانها وتكسر بعضها.. ويمتد بصرك للأفق.. خيل قادمة!!! خيل قوم من جلدتك، أطاعت بك الوشاة وباعت، وتلامس قلبك أبيات «بن كلثوم» متى كنا لأسيادكم مقتوينا. صوت يخرج من كنانتك أن صالح فقد أرهقنا وتعبنا.. وخير لنا ولهم صالح فلقد جنحوا للسلم وصوت آخرمن بعيد «سلم تسلم» وصوت آخر لا يكاد الناس به «يهتدون»!!! تنادى جميع «المجتدينا» أيا خيل الله انزلي ..لأنهم لم يعرفوا الخيل يوماً، ولم يعرفوا الرماح إلا عند أبواب الشعر.. وطريقهم إلى الله غير مستقيم.. اعتادوا الركوب على ظهور أشباه الرجال!! وليتك لم تفعل.. انزلت عن ظهرك الفرسان!! وأركبت من كانوا بالأمس يتنادون، يريدون تسليمك للصوص الخيول العربية .. لأنك جامح، لا تشبه خيلهم المروضة التي أصبحت مطية لنساء الإفرنج ، بل هي دواب الإماء. اسألهم قبل أن يجلسوا عندك اسألهم بأي حق قد أطاعو فينا السفهاء المجرمينَ؟ لماذا أطاعوا بنا الوشاة وازدرونا؟؟ لماذا يريدون أنا نكون الأرذلينا؟ اسألهم لماذا يوماً جمعوا السفهاء وحطموا بيت «دوائنا»؟؟ ولأننا نعلم أنك مهر عربي أصيل .. أبينا تسليمك.. فدونك الدماء تهرق، والأرض لا تنبت والنساء لا يتعطّرن.. أحببناك لأن نواصيك تحمل الخير. نستمر في طحن «الغضب» بداخلنا وتتساقط حبات العرق ترطب أنفاسنا حتى لا تحترق أُنوفنا.. وعيوننا تنظر للخيل وهي مسرجة تنتظر.. ونواصيها تهتز وهي تحمل الخبر، والخبر هو فتح قريب ونصر!! وأصوات صهيلها يطربنا ويدغدغ النفس.. ونعرفك بينها، نعرفك من صوتك فرسنا الأصيل الأغر. ونظل عاكفين ننتظر يوم أن ينافق القوم أوينفقوا!!! أو نمضي إلى الله.. ونسأله أن نكون من الذين عنده يُرزقون.