«الرسالة أدناه، بعث بها إلينا عبر البريد، الأخ الكريم / أحمد الطيب السماني الطيب، نسأل الله أن يبلغها مرماها ، ففيها ما يفي بحق الراعي على الرعية»: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الإخوة أصحاب التكليف والأمانة، هل أهنئكم أم أشفق عليكم كما أشفقت السموات والأرض والجبال قبلكم. أقسم بالله وإنه لقسم لو تعلمون عظيم أنكم في امتحان وبلاء عظيم أحق لكم فيه أن تعتكفوا في المساجد شهراً كاملاً سائلين الله إعانتكم على حمل هذه الأمانة التي هي كما قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ( ليودَنَّ رجل أنه خرّ من الثريا وأنه لم يلِ من أمر الناس شيئاً» لا أن تستقبلوا نبأ تكليفكم بالذبائح وتقديم الحلوى وما لذ وطاب من خيرات الدنيا الفانية، وكذلك قال صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه «إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة، وما هي؟ أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل». خدمة الناس في الإسلام تعتبر تكليفاً لا تشريفاً، لذلك فإن من أوكل إليه من أمر العباد شيئاً من غير سؤال منه أعانه المولى عز وجل عليه كما ورد في توجيه الرسول «صلى الله عليه وسلم» لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال له: يا عبد الرحمن لاتسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها «أي لم تعن عليها» وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها» وكان أبوذر رضي الله عنه سأل رسول الله « صلى الله عليه وسلم» أن يستعمله يوليه فضرب رسول الله بيده الشريفه على منكب أبي ذر ثم قال: «يا أباذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها». فيا إخوتي الوزراء، لا خير فيكم إن لم تسمعوها ولا خير فينا إن لم نقلها إنكم والله أمام تحدٍّ عظيم فأعملوا بتجرد ونكران ذات في خدمة البلاد والعباد واتقوا دعوة المظلوم وصاحب الحاجة وأعلموا أنكم مستخدمون لا مخدمون وأنكم وليتم هذه المناصب ليس لأنكم أعلم الناس ولا أحسنهم مالاً ونسباً ولا فقهاً بل أنه الاصطفاء والابتلاء. فإن فعلتم خيراً وأحسنتم فمن الله وأن فعلتم سوءاً فمن أنفسكم والشيطان. وطننا فيكم إن فهمكم هذا التكليف هو ظن سيدنا يوسف عليه السلام عندما وجد أن الظروف الاقتصادية في مصر تتطلب رأياً حازماً وأمانة رفيعة ونسبة لعلمه بالتأويل قال لعزيز مصر «قال اجعلني على خزائنِ الأرضِ إني حفيظٌ عليمٌ» سورة يوسف الاَية 55، وهنا بيّن العلماء جواز طلب الأمر إذا كانت النيّة نشر الحق ورفع الظلم وتقويم المعوج ومناصحة ولي الأمر.. ونسأل الله أن تكونوا كذلك. وختاماً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من ولي منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه» فهل أنتم صالحون؟ مع صادق دعواتنا لكم بالتوفيق والسداد وعظيم الثواب من رب العباد.