قال عنه المرحوم الشاعر مبارك المغربي: «من الشعر ما إن سمعته أطربك وما إن قرأته أحسست بفعله بين جوانحك، وما أن عشته انفعلت به ولم تتخل صورته عنك، انتابني ذلك الشعور وأنا أعيش بين صفحات ديوان صديقي مهدي».. وشاعرنا يكتب في منتهى جمال الكلمة والوضوح، ويشهد له مصطفى سند: أنه يستقبل عمود الشعر ويحتفي به أيما احتفاء، ودائماً ما يجيء شعره قوياً حاراً ومتألقاً.. هو شاعرنا الأستاذ مهدي محمد سعيد الذي يلازم السرير الأبيض هذه الأيام ويجاهد مرض السكر الذي يناوشه من حين لآخر.. نسأل الله له الشفاء.. وعلمنا عند مهاتفته لأخذ رأيه في مسألة ثقافية أنه مريض بالمستشفى، ومن فورنا توجهنا للمستشفى الراقي الذي يفتح على الشارع الشهير وسط الخرطوم، وأملنا أن نعود شاعرنا ونسجل لمسة وفاء له.. ولكنا صدمنا بأوامر المستشفى وضوابط الزيارة وعبثاً نحاول.. امد الله في أيام شاعرنا ومتعه الله بالصحة والعافية، ولكنا نعاني نقص ما يردعنا عن تقدير المواقف والشخصيات ومن هو شخصية عامة أو خاصة؟ وأن ندرك تبعات الشهرة، وقبلها أن نقدر كون الشخص مشهوراً.. تجلت بساطة إدراك استقبال المستشفى في منعنا من زيارة أستاذنا وزاده زهد أسرته في الإشهار، وهذا حقهم وإن تطاول على حقنا في شاعرنا.. وحين نهاجم الدولة والحكومة على عدم اهتمامها بالمبدعين نجد أن البعض منهم قد يحمد ذلك زهداً وتواضعاً أو جهلاً بمكانته. وننظر إلى العالم وكيف التعاطي مع الشهرة والجمهور، وأحياناً تصنع الشهرة صناعة وتقدم للجمهور الذي يتلقفها للحضور وإصرار الرسالة الموجهة.. حمانا الله من الشهرة التي تأتي قصداً بدلاً من أن تكون تبعاً للإنتاج والإنجاز والحضور الصارخ بين الناس.. فقط لو يقدرونها قدرها. له التحية. أبيات لشاعرنا مهدي محمد سعيد.. من قصيدة وطني: أهواك ومضة نورٍ تزدهي تسابق الريح أفياءً وأزمانا أهواك كلمة حق لا تبددها يد الزمان فتسمو فوق الزمان أهواك يا موطني علماً ومعرفة ولحن حب على الأوتار رنانا أهواك بسمة طفل أشعلت فرحا في صدر أم أذابت فيه تحنانا أهواك ثورة أبطال مضوا قدما