الإخوة الأعزاء قُدامى المحاربين رفقاء السلاح ما زلنا في رحاب حامية الخرطوم ونتناول في صفحتكم اليوم الحديث عن الجانب الثقافي والفكري والنشاط الأدبي الذي تميَّزت به حامية الخرطوم وتميَّز به قادتُها وضباطها خلال الخمسينيات من القرن الماضي، ولم يكن ذلك النشاط تنفرد به حامية الخرطوم وهي تصدر للشعب السوداني مجلتها موضوع حديثنا اليوم، بل وجدنا عددًا من الوحدات لها إصدارات مماثلة، ومن تلك الوحدات سلاح الإشارة، وكان من قادتها اللواء عمر الحاج موسى القائد الأديب رحمة الله عليه، وكان لسلاح الإشارة مجلة تصدر شهرياً. وكذلك نذكر مجلة سلاح المدفعية وجميع تلك الإصدارات كان يحررها ويكتب فيها ضباط القوات المسلحة وتنشر فيها قصائد شعرية بأقلام ضباطها.. بين يديك اليوم أخي القارئ الكريم بعض مما نُشر في العدد الأول من مجلة حامية الخرطوم. وبالحديث عن حامية الخرطوم نذكر تاريخ ومناسبة خروج حامية الخرطوم من العاصمة، ونذكر لهذه الوحدة العظيمة أيضاً الفضل في تأسيسها للآلاي المدرع الذي قامت عليه القوات المدرعة وكذلك المظلات والقوات الجوية.. لقد انتهت مهمة الحامية في العاصمة عندما أمرت بالانفتاح في المنطقة الشرقية واستلام محطات اللواء الرابع شرقية الذي تحرك بجميع وحداته إلى شرق الإستوائية. كان على قيادة الحامية وهي تخرج من العاصمة إلى القضارف العميد الركن تاج الدين حمد رحمة الله عليه الذي تقاعد على المعاش بعد قيادته الشرقية، وسعادته يعرفه الشعب السوداني من خلال إدارته للإذاعة والتلفزيون، كما أنه كان قائدًا للكلية الحربية، وتخرجت على يديه الدفعة العشرون كآخر دفعة تتخرج في الكلية الحربية القديمة السلاح الطبي حالياً.. ونذكر أيضاً القائد العميد سعد بحر الذي قاد الحامية بعد العميد الركن التاج حمد ويُعتبر آخر قائد للحامية قبل أن يطلق عليها اللواء ثلاثة عشر وانتقالها إلى الدمازين لتصبح منطقة مسؤوليتها بعد عودة اللواء الرابع مشاة من شرق الاستوائية بعد توقيع اتفاقية أديس إلى منطقة مسؤوليته منطقة الشرقية عرب ورئاسته في القضارف. التحيَّة لقدامى المحاربين الذين عملوا بتلك الوحدات العظيمة والتحية والإجلال إلى قادتها القامات السامقات، والرحمة والمغفرة لمن غادر دنيانا الفانية.