باع بخيل كل ما يملك، واشترى به سبيكة ذهب، ثم أخذ السبيكة ودفنها في حفرة في الأرض، بجوار جدار قديم، وكان يذهب كل يوم ليتفقدها.. وبينما هو على هذا الحال لاحظه أحد الفضوليين، فتبعه يوماً دون أن يشعر البخيل بذلك وعلم مكان الكنز.. ثم عقبه على الحفرة وأخذ السبيكة. فلما أقبل البخيل كعادته لم يجدها؛ فأخذ يشد شعره ويصرخ صراخاً عالياً. ورآه جاره على هذا الحال وقد أضناه الحزن، وكان جاره رجلاً حكيماً، فلما علم سبب حزنه قال له: «لا تستسلم للأحزان.. خذ حجراً وضعه في الحفرة مكان الكنز المسروق.. وتخيّل أنه ذهب ولا يزال في موضعه.. فسيقوم هذا الحجر مكان الكنز.. لأنه لما كان الذهب بالحفرة لم يكن له معنى فهو كالحجر وأنت لم تستفد منه شيئاً.. فهو ليس لك. وإذا ظللت على هذا الحال يا أيها الجار وأنت تذكره وتأسف عليه فستفقد صحتك من بعده والصحة أغلى من الذهب.. إن هذا الحل الذي اقترحه عليك مريح.. ضع الحجر يا عزيزي وتخيل أنه ذهب.. واقبل عليه كل يوم كعادتك.. تفقده متى تريد وانسى المسروق فإنه لن يعود ثانية والمثل يقول: «إنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت». ذكاء هذا الرجل دخل رجل أحد المكاتب وطلب من السكرتيرة أن يقابل المدير.. فافهمته أن المدير خارج المكتب لكن الرجل لم يغادر مكتبها ومكث مدة طويلة ينتظر.. أخيراً زهجت السكرتيرة ودخلت مكتب المدير ثم خرجت من المكتب وسمحت للرجل بالدخول على المدير.. فوجد أن المدير موجود. فسأله المدير: كيف عرفت أنني موجود بالرغم من أن السكرتيرة ذكرت لك أنني غير موجود؟ فرد عليه الرجل: لاحظت أن السكرتيرة مهتمة بعملها.. ولو كنت حقاً خارج المكتب لما فعلت ذلك.