{ الشاعر "محمد عثمان عبد الرحيم" شاعر الملحمة الغنائية الوطنية الخالدة (أنا سوداني أنا)، بلا شك هو نموذج لجيل فذ تنبض دماؤه بعشق الوطن إلى حد الفناء التام في ذات معشوقه.. هذا الجيل رغم ظلمات الاستعمار والاستبداد أهدى السودان فخار الثورة وروح التحدي وأغاني الفجر القادم فجر الحرية والانعتاق، إنه جيل الاستقلال جيل يذكر المجد كل ما ذكروا و(ردد الدهر حسن سيرتهم). { الشاعر "محمد عثمان عبد الرحيم" صاحب مسيرة نضالية طويلة منذ أن كان طالباً في كلية غردون، ساهم بمواقفه البطولية وبأعماله الأدبية الوطنية المميزة في مناهضة الاستعمار. ويشهد التاريخ أنه من المبدعين المخضرمين الذين كانوا يتقدمون صفوف الحركة الوطنية، مساهمين بإبداعاتهم في محاربة الاستعمار البغيض. وقدموا أشعاراً وأغنياتٍ تعبر عن شوق شعبنا البطل للحرية والكرامة، وعبر كلماتها القوية والمعبرة أشعلوا الحماس في نفس كل سوداني، لمواجهة الاستعمار والاستبداد والظلم . { والعام 2013 يلملم أيامه الأخيرة يممت شطر مدينة رفاعة في زيارة خاصة إلى منزل شاعرنا الوطني "محمد عثمان عبد الرحيم"، وكان برفقتي الصديق المهندس الزراعي "عز الدين عيسى محمد صالح" بمكتب محلية الحصاحيصا. ونحن في طريقنا إلى منزل شاعرنا الرقم، كنت أتخيل أن عامل السن قد أثر على ذاكرته وأسقط عنها الكثير، كما كنت أتوقع أنه سوف يعتذر عن التحدث إلينا. { ولكن مجرد دخولنا إلى منزله العامر بعبق التاريخ ومنذ اللحظة التي أخبره فيها ابنه (أنور) بوصولنا بغرض محاورته عن (ماضي الذكريات)، ذكريات ما قبل وما بعد الاستقلال، فإذا به يفاجئنا بأنه جاهز وحاضر للحديث، ومستحضر كل صغيرة وكبيرة عن أيام نضاله بعطبرة والخرطوم ورفاعة ومدني. { وهنا ونيابة عن كل السودانيين حكومة وشعباً أتقدم بالتحايا والتجلة والشكر والتقدير، لأهل بيت شاعرنا طيب السيرة والسريرة، أبنائه الاثنين وابنته وأحفاده، الذين ما بخلوا على هذا الرمز القومي بالرعاية والعناية والاهتمام والحرص على راحته، وتوفير كل احتياجاته. والحق يقال إنهم أي (أبناؤه وأحفاده) كانوا مثلا للبر والحنان والعطف على والدهم وجدهم ورمزنا الوطني، بتواجدهم حوله بصورة دائمة مما جعله سعيداً بينهم، وندعو الله أن يحفظهم و يجزيهم خير الجزاء. {أخيراً نطلب من الدولة ممثلة في وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، أن تقوم بتكريم هذه الأسرة المثالية التي ضربت أروع الأمثال في بر الوالدين ورعايتهم. { كما أطلب من مجلس إدارة أول (مصرف سوداني) (بنك الخرطوم)، وفي إطار احتفالاته بمرور مائة عام على تأسيسه، أن يتصدوا لتكريم شاعر الملحة الوطنية الخالدة أغنية الاستقلال الأولى (أنا سوداني أنا)، تكريم يليق بمكانته وعظمة ما قدم لهذا الوطن ولشعبه الأبي، خاصة أنه أيضاً يستعد للاحتفال بعيد ميلاده المائة في العاشر من يناير الجاري. { ونرجو من وزارة الثقافة بولاية الجزيرة أن تخرج لنا وبشكل سريع المجموعة الكاملة لأشعاره، ونناشد جميع المؤسسات الوطنية والقومية أن تشارك هذا الرمز الوطني احتفاله بعيد ميلاده المائة، والذي يصادف احتفالنا بعيد ميلاد الوطن (عيد الاستقلال المجيد).