* تزايدت هجرة الأطباء وفقدنا أعداداً كبيرة من الاختصاصيين والكفاءات *وزير الصحة يزور السعودية الشهر المقبل لحل مشاكل التدريب وتنظيم هجرة الأطباء حوار – فاطمة عوض أكد الأمين العام لمجلس التخصصات الطبية دكتور "الشيخ الصديق بدر" ازدياد هجرة الأطباء لخارج البلاد وخاصة دول الخليج، بيد أنه قطع بعدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد الأطباء بالمهجر. وكشف د."الشيخ" عن وجود (7) آلاف طبيب سوداني بالمملكة العربية السعودية، وأرجع في حوار أجرته معه (المجهر)، ازدياد معدلات الهجرة للوضع الاقتصادي، والاحتياج الموجود في الخليج، وخاصة السعودية، ومنها ظهور وكالات الاستقدام للعمالة التي قال إنها سهلت الهجرة بصورة كبيرة بملاحقة الأطباء بعقودات مغرية في المستشفيات. *تزايدت هجرة الأطباء للخارج، ما هي الأسباب برأيك؟ -فعلاً الهجرة متزايدة وسط الأطباء، خاصة إلى دول الخليج لأسباب عدة، منها الوضع الاقتصادي والاحتياج الموجود في الخليج وخاصة السعودية، ومنها ظهور وكالات الاستقدام للعمالة، وهي سهلت الهجرة بصورة كبيرة. *كم عدد الأطباء الذين هاجروا الآن؟ -بالنسبة لنا لا توجد إحصائية محددة، وتقدر في المملكة السعودية ب(7) آلاف طبيب سوداني، وأعداد كبيرة في الخليج وبريطانيا وأيرلندا، والهجرة في ازدياد كبير، وفي تقديرنا أن بها جانباً إيجابياً قطعاً، فهم يتقاضون مرتبات أعلى وإيجاد سوق عمل يفيد الأسر والبلد، ويحدث لهم احتكاك خارجي بتطوير خبراتهم ومقدراتهم، وأيضاً بها جوانب سالبة ومزعجة بفقد أعداد كبيرة من الكفاءات والتخصصات النادرة. *كانت هناك مشاكل تخص الأطباء بالخارج تتعلق باعتماد شهادة التخصص؟ -نحن نقول بالفم المليان: الآن شهادة التخصص السودانية شهادة محترمة على المستوى الإقليمي والعالمي، وكانت في الفترة الماضية قد حدثت إشكالات في الخليج، خاصة في المملكة السعودية حيث كانت شهادة الدكتوراة تقيم بماجستير، والآن عولجت بعد أن وصل وفد سعودي ووقف على التدريب بالمجلس، واطمأنوا وأصدروا خطاباً للمجلس ورفعوا الشهادة إلى دكتوراة، ويسجل الطبيب في السعودية استشارياً وكذلك بقية بلدان الخليج، وشهاداتنا محترمة في مختلف أنحاء العالم. * هناك شكاوى من نظام الامتحانات في المجلس، وصعوبة التخصص؟ -واحدة من ميزات المجلس أن به نظام جودة للامتحان بتخريج اختصاصي في مجال حيوي، يقدم خدمة لإنقاذ الحياة ورعاية صحة الإنسان، والامتحانات معيارية وعادة يكون هناك نجاح وعدم نجاح، عبر إجراءات يطمئن عليها المجلس بتخريج اختصاصيين، ونعتقد أنه يوجد انضباط ونستعين بممتحنين خارجيين (60) أو أكثر، من البروفيسورات وأستاذة من الجامعات الخارجية من جنوب أفريقيا والسعودية وباكستان والهند. وشهادة مجلس التخصصات الطبية أخذت سمعة طيبة، ويقدم له أطباء من عدد من البلدان العربية مثل العراق واليمن والسعودية وأفريقيا. *ماذا عن ارتفاع رسوم التخصص بالمجلس؟ -رسوم مجلس التخصصات الطبية تعتبر رسوماً متواضعة مقارنة مع الجامعات، وتبلغ (10) آلاف جنيه في السنة، والطبيب ينال الدكتوراة في (4) سنوات بتكلفة (40) ألف جنيه. وتعتبر متواضعة جداً إذا ما قورنت مع رسوم المدارس والجامعات ورياض الأطفال داخل وخارج السودان على المستوى الإقليمي، ومقارنة مع أوربا السنة (12) ألف دولار، وفي مصر القريبة تبلغ رسوم التخصص (1000) جنيه إسترليني في السنة، والمجلس يعتبر من أرخص المؤسسات، ولكن تدني رسوم التدريب في المجلس جعلت ميزانيات المجلس ضعيفة ولا تفي بحاجاته... *(مقاطعة).. ولكن البعض من الأطباء احتجوا على الرسوم، ورفضوا دفعها؟ -وضع الطبيب في السودان ومرتب الطبيب متدنٍ، ونعتقد أن معظم الأطباء لا يستطيعون الوفاء، وهذا لا يعني أن هذه الرسوم كثيرة، والأشكال أن معظمهم مقدراتهم محدودة، وقابلنا المحتجين وتفهمنا احتياجاتهم، والآن تمت معالجة مشكلتهم بالدفع عن طريق التقسيط، وأعتقد أن إشكال الأطباء عدم مقدرتهم على دفع الرسوم، وفي المنحى فإن الدولة لديها عرض بتدريب الطبيب على نفقتها، وفق عقد محدد، والعقد يقضي بأن يتدرب الطبيب (4) سنوات على نفقة الدولة، ويعمل (8) سنوات داخل السودان ضعف المدة، وبعض الأطباء يرون أنها فترة طويلة، لكن ربما تقل الفترة في حالة العمل بالولايات النائية، وهو اتجاه للدولة بتخفيض المدة للأطباء العاملين بالولايات. *علمنا أن هناك مديونيات متراكمة على الدولة في تدريب الأطباء المبتعثين؟ -طبعاً للأطباء المبتعثين يدفع المجلس إنابة عن الحكومة لتدريب الأطباء المبتعثين من الدولة، وهذه المسألة فيها معاناة بالنسبة للمجلس نسبة لانقطاع انسياب الميزانيات، وحقيقة توجد مديونيات لا يتحصل عليها بشكل منتظم، وهي واحدة من إشكاليات المجلس في التمويل، ولكن في الفترة الأخيرة تعاونت معنا بروفيسور"عواطف العجيمي" مدير التدريب القومي، ووضعت برامج لضمان انسياب المستحقات، والتدريب استمر بصورة طيبة ولكن تشوبه بعض الإشكاليات. *ماذا عن مشاكل الأطباء في المهجر وخاصة في السعودية، واجهتهم مشاكل اعتماد الشهادات؟ -في شهر (مايو) ستتم زيارة للسعودية مع وزير الصحة "بحر إدريس أبوقردة" لتوقيع برنامج تدريب، وحل مشاكل تدريب وتنظيم الهجرة. *ماذا حقق المجلس فيما يتعلق بتخصص الأطباء، حتى الآن؟ -المجلس خدم النظام الصحي في السودان بصورة كبيرة، لأن الأعداد التي تخرجت (3500) اختصاصي، لو نظرنا لتكلفة تدريبهم خارج السودان فإنها تكلفة باهظة وأموال طائلة وعملة صعبة، والمجلس وطّن التدريب داخل السودان وخفض تكلفة التخصص في نفس الوقت، ومنح برامج ذات جودة بالنسبة للتخصصات الطبية المختلفة، ومن الإنجازات التي حققها فتح مجالات تخصصية خاصة حسب مسيرته خلال الدورة الحالية للمجلس، بزيادة عدد التخصصات إلى (43) تخصصاً، بعد أن كانت (33) تخصصاً وإدخال (10) تخصصات جديدة.. العناية الحرجة وتخصص المخ والأعصاب والباطنية، بجانب تخصصات فرعية أخرى. وأيضاً أضاف المجلس خلال هذه الدورة تدريب الكوادر الصحية الأخرى، التمريض والقبالة والمختبرات الطبية والتقنية، والتي لم تكن موجودة في التدريب، وأصبح الآن يتم تدريبهم ومنحهم شهادات تخصصية. *كيف يستطيع المجلس استيعاب كل هذه الأعداد من الأطباء للتدريب؟ -من أكبر تحديات المجلس أن أصبحت هناك أكثر من (40) جامعة، تخرج (5) آلاف، وعدد منهم يرغب في أن يتجه إلى الدراسات العليا، وطاقة المجلس الاستيعابية من (4-5) آلاف طبيب، وبالتالي أصبح هناك إشكال ولا بد من التوسع في القبول، وهناك (1900) خريج أخضعوا لامتحان التخصص. والآن نحن نعمل على توسيع مواعين التدريب لمواعين أكبر توفر فرص التدريب والتأهيل والتوسع. *ماذا عن مستقبل المجلس واتجاهات تطور عمله؟ - أعتقد أن مستقبل المجلس يحتاج لزيادة التمويل حتى يفي بمتطلبات التدريب والجودة عملية مستمرة، وفي الفترة الأخيرة حدث تطور بطريقة ممنهجة ومؤسسة بصورة أكبر، وعملنا على تقوية المجلس ومن خلال قسم العلاقات الدولية استطعنا فتح علاقات ثنائية مع أكثر من (25) دولة من الدول العربية والأوربية وآسيا وأمريكا، بجانب عقد اتفاقية مع الكلية الملكية للأطباء الجراحين في كندا، وهي مصنفة تصنيفاً عالياً باعتبارها في مصاف الكليات المتقدمة، وقد زار وفد الكلية الملكية المجلس لتطوير مناهج التدريب، وأيضاً هناك علاقات مع أيرلندا وسنستقبل خلال الفترة القادمة زيارة من الوفد الكويتي نتوقع منها جني ثمار طيبة، وأيضاً هناك برامج تدريب مشتركة مع جامعات خارجية مثل مجلس الانعاش الأوربي وجامعة ايري لاند لتقديم برنامج تدريبي وعدة جهات أخرى.
