عودة "مبارك الفاضل"!! نجل الدين ادم صمت اختياري طويل مارسه السيد "مبارك عبد الله الفاضل" القيادي بحزب الأمة على نفسه، وهو المعروف عنه نزوعه للظهور السياسي وإثارة الجدل في الساحة. ظهور "مبارك" قبل ثلاثة أيام داخل أسوار حزب المؤتمر الوطني ولقاؤه بنائب رئيس الحزب المهندس "إبراهيم محمود حامد" جعل الكثيرين يضعون علامات استفهام عريضة على سر اللقاء.. وكواليس ما حمله من نقاش!، ومضى البعض إلى أن اللقاء ربما تمهيد لعودة الرجل لمشاركة المؤتمر الوطني في الحكومة، سيما وأنه كان في يوم من الأيام وهو رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد بعد أن خرج على ابن عمه السيد "الصادق المهدي" من الحزب الكبير، كان مساعداً لرئيس الجمهورية في القصر الرئاسي، ولكنه مل من المشاركة وقرر في لحظة سخط إعادة ترتيب أوراقه واختار معسكر المعارضة مرة ثانية. ظل "مبارك" طوال تلك الفترات السابقة شخصية أنصارية محورية يلتف حولها البعض من شاب الأنصار ويختلف عليها البعض الآخر، تناقضات "مبارك" وجرأته في الطرح ومقدرته السياسية في مقابلة التحديات جعلت البعض من شباب حزب الأمة يطلق عليه لقب (البلدوزر) كتعبير للقوة، فهو في كثير من الأحيان لا يميل إلى المهادنة والاستسلام، لكنه ما لبث طويلاً إلا وأن حاول العودة إلى حضن الحزب الكبير الأمة القومي بزعامة السيد "الصادق المهدي". ودارت مساجلات في أمر العودة وانقسمت القيادات ما بين مؤيدة ورافضة، وفي كل الأحوال كان الصوت الأعلى هو التحفظ على العودة ووضع شروط لذلك. صمت "مبارك" عن التصريحات والحوارات ولكنه عاد بقوة خلال الشهر الماضي وهو يدلي بمعلومات ومواقف جديدة في كل يوم، وختم هذا المهرجان الإعلامي بمؤتمر صحفي مهم تناول فيه عدداً من القضايا في الساحة. وكانت النقطة الجوهرية موقفه من الحوار الوطني وتأكيده على المشاركة فيه خلال المرحلة القادمة مع استعداده التنسيق مع الوطني في هذا الصدد، ونفى ما أشيع بأن لقاءه مع المؤتمر الوطني يعني حدوث تقارب سياسي، واكتفى بأن اللقاء ركز على قضايا إستراتيجية شاملة. السيد "مبارك" أرسل رسائل مهمة للمعارضة بأن خيار الانتفاضة على الحكومة الحالية مكلف وستكون نتائجه دموية وأنه ضد أن تكون هذه هي المحصلة. يبدو من هذه المواقف أن الرجل لا يحلم كثيراً بأن يكون جزءاً من الحكومة على الأقل في هذا التوقيت ما لم يكن هناك تقدم في مسارات التفاهم السياسي الذي يمهد لحل شامل لقضايا البلد. رسالة الرجل للمعارضة مهمة وقد كان في يوم من الأيام أحد زعمائها ومنظريها وهو يشغل منصب الأمين العام للتجمع الديمقراطي المعارض، لذلك أتوقع أن تتعاطى معها وهي مكرهة، أيضاً رسائله للحكومة مهمة وهو يؤكد بأنه ليس بالمشاركة في الحكومة وحدها تحل مشاكل البلد، وأنه يمكن أن يكون واحداً من داعمي الحلول دون أن يكون داخل الحكومة. ظهور موفق للسيد "مبارك" في هذا التوقيت وهو يدفع بعدد من الرسائل العملية، ويضع لسمات مهمة للفترة المقبلة.