أعتقد أن بعضكم يذكر مقولة الإمبراطورية الفرنسية ( ماري أنطوانيت ) حينما أطلت من شرفة قصر فرساي وشاهدت ثورة جوعى الخبز فأطلقت مقولتها الشهيرة ( إن لم يكن لديهم خبز فليأكلوا الكعك ) أو عبارة من هذا القبيل إن لم تخذلني ذاكرتي المثقوبة، تذكرت مقولة أنطوانيت، بعد أن قاطعت الناس اللحوم الحمراء والبيضاء والذي منه، ومع الارتفاع الجنوني للأسعار، فإن العبد لله لديه إقتراح ( ما يخرش الميه)، يمكن بواسطته تجاوز الأزمة التي أتصور أنها سوف تتصاعد ولن تنتهي على خير، اقتراحي يتمثل في اعتماد البصل كوجبة أساسية بدلاً عن الخبز واللحم والزيت والدقيق، مهلكم قبل أن يسبني أحد الحمقى أو الحمقاوات أقول أنه يمكن بواسطة البصل إعداد القراصة والكسرة الفطير والخبز بكافة أشكاله، إذن تعالوا نسبق العالم في الاستفادة من البصل هذا طبعاً إن لم تكن أسعاره ارتفعت. في الماضي كان مزارعو قريتنا في الشمال الأقصى ينادون على المشترين في سوق الاثنين ( بيع البصل بما حصل) الآن نحن أحوج ما نكون إلى البصل لقهر الجوع الكافر، طالما أن رغيف الخبز أصبح في وزن الريشة وطالما أنه يعيش في (العلالي). يقول علماء الجغرافيا الاقتصادية إن 30 في المائة من مساحة السودان بعد أن تم تقطيعه أراضٍ خصبة صالحة للزراعة وإذا استثنينا عوامل المناخ ووفرة مياه الري، فإن أراضينا يمكنها توفير احتياجاتنا من البص، بالمناسبة الأبحاث العلمية تشير إلى أن البصل غذاء غير كامل، لكنه في نفس الوقت يحتوي على الكثير من العناصر المفيدة، فهو يضبط السكري في الدم ويقوي الأعصاب ومنشط للقلب ومدر للبول، علاوة على أن محتوياته تتضمن الكبريت والحديد، (كلام زي العسل ) ، الكبريت نحتاجه لحرق أعصابنا المحروقة أصلاً من غلاء المعيشة، والحديد لتقوية قلوبنا لمواجهة الأزمات الطاحنة. عموماً أرجو أن تتكرم وزارة الزراعة هذا طبعاً لو كانت هذه الوزارة أصلاً فيها روح بإلزام المزارعين في عموم السودان بزراعة البصل الضاحك، مثل هذا النوع من البصل يزرع في مقاطعة كاتلونيا باسبانيا، وهو يجعل الإنسان ضاحكاً ( على طول)، كم نحن في حاجة إلى مثل هذا النوع من البصل، أضحك كركر.