ما يحدث في عالم الانتخابات في السودان يجعل الإنسان يكركر من الضحك ، كل مرشح أو مزكوم ، يريد ان يقبض الجو ، ويضحك على الناخبين من اجل حرق أوراق خصومة ، زيد وعبيد وفلتكان وكتمبور وسجم الرماد جميعهم يؤدون أدواراً في مسرحيات مضحكة للغاية ، نعم مسرحيات مضحكة ، والشاطر من يضحك أخيرا ، لكن المهم هل سوف يضحك السودان بعد فوز مرشح الحزب الفلاني أو الفلتكاني ، الله وحده اعلم والظاهر إننا سنكون كما نحن شعب مكشر ( يشرطنا الضحك ) ، وحتى تكون ضحكاتنا صافية ونابعة من القلوب المحروقة ، فما علينا سوى استيراد البصل الضاحك من بلاد بره ، أقول البصل الضاحك ، وليس ( البقرة الضاحكة ) ، لان الأبقار لا تعرف سوى النطح والرفس ونحن منذ استقلال السودان نعاني من كدمات النطح والرفس من قبل الحكومات المتعاقبة ، وكلما ذهبت حكومة وجاءت اخرى نردد كما قال الراحل سليمان عبد الجليل في أغنية حمد الريح ( يا حليل الراحوا خلوا الريح تنوح فوق النخل )، عموما حتى نضحك أربعة وعشرين قيراط علينا قبل التصويت للمرشحين في الانتخابات العامة جلب مئات الأطنان من البصل الضاحك من اسبانيا ، خلوا أعصابكم هادئة ، وخلوا الكواريك والصياح ، البصل الضاحك يا جماعة الخير أفضل وصفة لاستعادة الضحكة إلى الوجوه السودانية المكشرة ، وبعد فرز الأصوات في الانتخابات ربما ، تتمدد ( الطراريم ) ونصبح من أصحاب الوجوه العابسة ، عموما البصل الضاحك يزرع في مقاطعة كاتلونيا في اسبانيا ، وإذا أكله الإنسان يصبح ضاحك على طول ، وإذا كنا لا نجيد التعامل مع الشعب الاسباني ، فلدينا الفنان التشكيلي راشد دياب وهو دكتور في اللغة الاسبانية ويمكن عن طريقه فتح مجالات التجارة البينية بين السودان واسبانيا لاستيراد ملايين الأطنان من البصل الضاحك إلى بلادنا بشرط ان تتم الصفقة قبل الانتخابات ، على فكرة البصل في المطلق يحتوي على الكثير من العناصر المفيدة ، فهو يضبط السكري في الدم ، ونحن في هذه الايام أحوج ما نكون لضبط سكري الدم والبول والذي منه ، كما انه يقوي الأعصاب ، وأعصاب الشعب السوداني أصلا تالفة ، من المعاناة في كل شيء بدءا من الأمور السياسية إلى الأمور المعيشية وهلم جرا ، كما ثبت ان البصل منشط للقلب ، وقلوبنا طبعا محروقة مما يحدث في الوطن ، كما ان البصل يحتوي على عنصر الكبريت والحديد ، كلام زي العسل ، الكبريت نحتاجه لحرق أعصابنا المحروقة والحديد لزوم التقوية العامة ، إذن علينا المطالبة باستيراد البصل الضاحك ، ولا أتصور ان زراعته سوف تجود في السودان لأننا مكشرين خلقه . هاتوا البصل هاتوا ، لا كعكه لا جاتوه.