كثيراً ما أصبحنا نفاجأ بأخبار عن تميز لكفاءاتنا بالخارج وذلك على كافة المستويات والمجالات سواءً في القضاء بمثل ما حدث أخيراً بالإمارات، وتكريم محاكم دبي لخمسة من القضاة السودانيين هناك أو في الطب أو الهندسة أو الإعلام، وغير ذلك الكثير من المجالات والتخصصات وهذا في حد ذاته أمر يشعرنا بالفخر والاعتزاز بهذا البلد وأبنائه رجالاً ونساءً (حتى لا تتهمنا النساء ظلماً بِشيء ما) .. المشكل الذي يشكل مفارقة في اعتقادنا أنه لا توجد لدينا هنا في الداخل جهة ما معنية بحصر هذه الكفاءات على أي نحو كان وهذا أمر خطير وفيه من الإهمال وعدم المبالاة ما فيه، إذ أننا نحتاج وبالتأكيد لمعرفة حجم هذه الطاقات بالخارج وذلك لأغراض شتى منها العمل (وفي ظروف وأوقات يمكن أن تسمح بذلك) في استقطاب ما نحتاجه من هذه الكفاءات للدفع بأقدار هذا البلد للأمام. كما أن تطور الدول الآن بات يقاس بما لديها من ثروة بشرية قادرة ومدربة وهنالك أيضاً فائدة لهذه الإحصاءات لمن بيده الملفات الخارجية لقياس اتجاه ومستوى علاقاتنا بالدول من حولنا .. ولمن لا يرى أهمية تذكر في حصر كفاءاتنا بالخارج وتصنيفها نقول له .. ( نحن ناس الإعلام والكلام ديل) محتاجين لهذا حتى ولو كان فقط لطق الحنك والافتخار والاعتزاز أمام الآخرين بما لدينا من كفاءات وطنية ساهمت وتسهم الآن بفعالية في بناء البلدان من حولنا .. !!