قُتل (15) شخصاً وأصيب سبعة آخرون في حادثة تحطم طائرة عسكرية من طراز "انتنوف 12 " أمس (الأحد)، ووقع الحادث على بعد (40) كيلو متر غربي مدينة أمدرمان، حسبما أفاد المتحدِّث الرسمي باسم الجيش، وشكلت القوات المسلحة لجنة تقصي لمعرفة أسباب تكرار حوادث "الأنتنوف"، وتم إجلاء المصابين بطائرة عسكرية لمستشفى السلاح الطبي بأم درمان، ونقلت الجثث إلى المشرحة وبعضها تفحم تماماً. وقال الناطق باسم الجيش العقيد "الصوارمي خالد سعد"، لوكالة السودان للأنباء، إن طائرة نقل عسكرية (أنتنوف 12) كانت في مهمة متوجهة من مدينة الخرطوم إلى مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور سقطت أمس (الأحد). وأضاف: "كان على متن الطائرة ستة عشر شخصاً، إضافة إلى طاقمها المكوَّن من ستة أشخاص كلهم عسكريون". وتابع: "تحمل الطائرة على متنها معدات عسكرية وتوفي في الحال ثلاثة عشر شخصاً ونقل تسعة إلى المستشفى توفي اثنان منهم لاحقاً متأثرين بجراحهم". وروى شهود عيان ل(المجهر) من أهالي منطقة أم بندراوية في نهاية مدينة أم درمان حيث موقع الحادثة أن الطائرة حلقت في المكان مدة طويلة وكأن قائدها يبحث عن طريقة لإنزالها، وقالوا إنهم شاهدوا الطائرة ترتطم على الأرض بقوة وتسير مسافة طويلة قبل أن تنفجر وتنشطر إلى أجزاء، مشيرين إلى أنهم رأوا عدداً من الناجين يقفزون من الكابينة المنفصلة. وأوضح "الصوارمي" أن سقوط الطائرة كان نتيجة لعطل فني، حيث أبلغ قائد الطائرة عن توقف أحد المحرِّكات ثم أبلغ عن توقف المحرك الثاني، كما أبلغ أنه سيهبط اضطرارياً، وفي محاولته للهبوط بمنطقة تبعد حوالي (40) كيلو متراً جنوب غرب مدينة أمدرمان تحطمت الطائرة. وقال العقيد "الصوارمي" إن القوات المسلحة شكلت لجنة للبحث والتقصي حول أسباب تكرار حوادث طائرات (الأنتنوف)، مؤكداً أن اللجنة قد خفت إلى موقع الحادث بعيد سقوط الطائرة للبحث والتفتيش عن أسباب سقوط الطائرة، موضحاً أن اللجنة ستصل لنتيجة حاسمة قريباً. وتصاعدت حوادث الطائرات السودانية بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وشهد عام 2010 خمسة حوادث، وفي عام 2011 وقعت أربعة حوادث. أما العام 2012 حتى الآن فقد شهد خمسة حوادث لم تصدر تقاريرها النهائية، وكان آخرها حادث تحطّم طائرة أول أيام عيد الفطر المبارك لقي فيها (31) من الوزراء وكبار المسؤولين مصرعهم بمدينة (تلودي). وانحرفت قبل أيام طائرة من طراز (أنتنوف) عن مسارها بمطار عاصمة شمال دارفور (الفاشر) دون أية خسائر في الأرواح. وتنحي الحكومة باللائمة على الولاياتالمتحدة الأميركية التي تفرض عقوبات اقتصادية أحادية الجانب منذ عام 1997 تتضمن حظر قطع غيار الطائرات، رغم ان انتنوف صناعة روسية.