(1 ( أطلق المهندس "الطيب مصطفى" رئيس منبر السلام نصائح مفيدة من منصة عموده (زفرات حرى) بصحيفة (الانتباهة)، موجهة للشيخ "الزبير أحمد الحسن" الأمين العام الجديد للحركة الإسلامية.. نحن نفترض أن "الزبير" يملك قراره تماماً أو هكذا يجب أن يكون، ولذا فإن نصائح "الطيب" سيكون لها محل من الإعراب في مقبل الأيام.. "الطيب" حذَّر من أن يكون الحبل على الجرار، وهو يقول: (إن كثيراً ممن حملوا السلاح عديل في سودان العجائب كوفئوا بدخول القصر)!!.. نعم ما زال الحبل على الجرار وسيدخل "ياسر عرمان" و"مالك عقار" القصر و(كمان) بالموسيقى.. "الطيب" طالب "الزبير" قائلاً: (ليتك تزور "الترابي" في داره.. تخيَّل أثر صنيعك هذا إن أقدمت عليه.. ولماذا لا تُقدم؟! إنك الآن في مقام رفيع يجب أن يجعلك حراً في تصرفاتك فليس فوقك أحد في السودان إلا الله سبحانه وتعالى).. "الزبير" قال من قبل إنه لا يجد حرجاً في ذلك، فمثل هذه الخطوة وإن كانت شكلية ولا تتعدى إطار المجاملة لكنها ستعني الكثير وستؤسس ل(كاريزما) جديدة لشخصية الأمين العام الجديد.. نعلم أن الدكتور "حسن الترابي" رجل سوداني ولا تنقصه شيم إكرام الضيف، بيد أننا لا نريد أن يشترط كما اشترط "جون قرنق" على "الصادق المهدي" الذي ذهب لمقابلته خارج السودان وكان حينها رئيساً للوزراء.. اشترط "قرنق" أن يخلع "الصادق" عباءة رئيس الوزراء وأن يقابله فقط بصفته رئيس حزب الأمة. (2 ( أن يجادل الدكتور "نافع علي نافع" مساعد رئيس الجمهورية المبعوث الأمريكي الخاص للسودان "برنستون ليمان" ويقول له بوضوح: (إن تطبيق الترتيبات الأمنية أولاً في اتفاقية التعاون المشترك بين السودان ودولة جنوب السودان هو الطريق لتنفيذ باقي الاتفاقات والتعاون في المجالات الأخرى)، فتلك هي الرسالة الصحيحة وذلك هو الخطاب الذي نريد، خطاب لا لجلجة فيه ولا تأتأة.. في أغسطس الماضي أعرب "ليمان" في حديث له في المجلس الأطلسي - وهو مركز أبحاث يعنى بالسياسة الخارجية - عن ما وصفها بمشاعر الحزن إزاء توتر علاقات بلاده مع السودان!!.. في أحسن الأحوال تظل مثل هذه (المشاعر) استهلاكاً دبلوماسياً لا أكثر و لا أقل.. سلفه "سكوت غرايشون" كان الأكثر (حميمية) حتى أن وزارة خارجيتنا كادت أن تنشد فيه شعراً مدحاً وتغزلاً وهو يغادر مهمته.. في أبريل من العام 2009م تساءلنا عن ماذا وراء تصريحات المبعوث الأمريكي الجديد "غرايشون" حينذاك؟!.. قال الرجل في أول زيارة له للخرطوم بعد تعيينه مبعوثاً: (نبسط أيادينا بالصداقة والتعاون مع الحكومة السودانية لأننا نحب السودان وشعبه)!!..لقد أحسنا الظن وقتها وقلنا ربما كان الموقف الأمريكي الجديد ناتج عن سياسة واقعية لإدارة الرئيس "باراك أوباما"، سياسة قائمة على قناعة متنامية بتراجع القوة الأمريكية وفشل النهج العسكري في إخضاع الشعوب كما هو حاصل في أفغانستان والعراق، كما أن ذلك تنزيل لما وعد به "أوباما" من فتح صفحة جديدة تجاه العالم الإسلامي في أول خطاب له بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية في ولايته الأولى في ذلك العام.. لكن تغييراً ملموساً لم يبدُ من الدولة العظمى وبقيت حالة التربص بالسودان سيدة الموقف. (3 ( حتى الآن لا يبدو وزير الإعلام "أحمد بلال" مقنعاً.. إحساسي أن الرجل مقتنع تماماً بالظروف والملابسات التي أتت به وزيراً للإعلام والثقافة (كمان).. لقد أصبح الإعلام الرسمي في ظل الفقر المعلوماتي أسيراً لنظرية "الصحّاف" الإعلامية، وأشرنا في هذه المساحة إلى أن "محمد سعيد الصّحاف" آخر وزير إعلام في نظام "صدام حسين"، كان مثل (الأراجوز) يثير الشفقة أكثر مما كان يثير الضحك والأراجوز كما هو معروف مخلوق مضحك بلا قيمة.. كان "الصحّاف" يتكلم ويتكلم بدون معلومات وكان يقفز فوق الحقائق في عصر ثورة الاتصال الفضائي ويكذب ويتحرى الكذب حتى عرفه العالم أنه الكذاب الأوحد.. اليوم الإعلام الرسمي والحزبي مثل إعلام "الصحّاف" فمن يصدقه؟. • آخر الكلام: أؤلئك المبعدون كانت تُسدّ بهم الثغور وتُتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء.. هكذا الدنيا؟