(1 ( قيل إن قمة أخرى في إطار مسلسل القمم الرئاسية بين الخرطوموجوبا ستنعقد اليوم الجمعة في أديس أبابا.. هذه القمم غير المفيدة البتة بسبب تعنت ودلال جوبا أضحت دورات تدريبية للرؤساء الأفارقة للتدرب على كيفية القيام بوساطة بين دولتين متخاصمتين.. هذه (الدورة) أو هذه القمة مخصصة هذه المرة لرئيس دولة بنين الرئيس الدوري للاتحاد للإفريقي حيث يرعى هذه القمة.. سيتحدث رئيس بنين عن ضرورة إقامة علاقات حسن جوار و(عيب) أن تتخاصم دولتان في الاتحاد الإفريقي.. سيتظاهر "سلفا كير" بتفهم نصائح رئيس بنين ويقوم بمصافحة حارة للرئيس "البشير" ويتفقان على تنفيذ الاتفاق ويحيلان أمر التنفيذ إلى لجنة مشتركة ثم تعلن الدولة المضيفة على لسان رئيس وزرائها نجاح الدورة التدريبية وتأهّل رئيس بنين ومنحه شهادة تدريب معتمدة.. ومع التئام أعمال القمة العشرين العادية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في السابع والعشرين والثامن والعشرين، سيعلن عن عقد الدورة القادمة مع عقد القمة القادمة. (2) جراء تداعيات وثيقة الفجر الجديد التي تنصلت منها أحزاب المعارضة شبّت خلافات ومواجهات بين قيادات الحركات المسلحة المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية.. قيادات ميدانية بارزة بحركات دارفور رفضت ما وصفته بأجندات الحركة الشعبية.. (الوعي) الذي انتاب هذه الحركات فجأة أمر محير، لاشك أن هنالك قلق دائم لديها من أن تتوصل المفاوضات بين الخرطوموجوبا إلى اتفاق حقيقي يجعلهم (شمار في مرقة).. هاجس تجربة بيع الحركة الشعبية للتجمع الديمقراطي المعارض عقب توقيع اتفاقية السلام الشامل ظل يؤرق الحركات المسلحة وحتى القوى السياسية المعارضة الأخرى.. تلك القيادات الدارفورية المستيقظة تتهم جوبا بأنها تسعى لتنفيذ أجندة لا علاقة لها بقضية دارفور من خلال الجبهة الثورية باستخدام القوة العسكرية لتلك الحركات كوقود للحرب.. هذا التمرد على جوبا جُوبه بتهديد صريح من الجيش الشعبي بإيقاف الدعم وطرد أية حركة غير ملتزمة بتنفيذ توجيهاته!.. على صلة بالموضوع بشّر "صديق ودعة" رئيس لجنة الاتصال بالحركات المسلحة غير الموقعة على وثيقة الدوحة أنه أجرى اتصالات وصفها بالموفقة مع كل من " جبريل إبراهيم" رئيس حركة العدل والمساواة و"مني أركو مناوي" رئيس حركة تحرير السودان و"أبوالقاسم إمام الحاج" و"حافظ حمودة" من حركة تحرير السودان (جناح عبد الواحد).. إن كان موقف هذه الحركات موقفاً تكتيكياً لكسب الوقت ريثما تتضح مآلات حوار جوباوالخرطوم وهذا احتمال راجح فإن هذه الحركات ستخسر كثيراً وستظل رهينة الأجندة الجنوبية.. لجنة "ودعة" لابد أن تستخدم جهاز كشف النوايا عالي الحساسية لفرز الصالح من الطالح. (3) كان بَعثُ الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، فقد غيّر البشرية وردفها بقيم وسلوكيات قلبت الحياة العبثية رأساً على عقب.. المجتمع الجاهلي في جزيرة العرب تأصلت فيه الأنانية وحُبّ الذات والتلذذ بظلم الآخر فتحول لمجتمع جديد صاحب قيم ومثل لا مثيل لها.. لقد كانت العرب تفتخر وتقول: ونشرب إن وردنا الماء صفواً ** ويشرب غيرنا كدراً وطيناً وبعد الإسلام أصبح أعراب الجزيرة العربية يؤثرون على أنفسهم وبهم خصاصة، حتى أن الرجل يتنازل من إحدى زوجاته لأخيه إن لم تكن له زوجة.. أي سحر توفر لك يا خيار من خيار.. صلى الله عليك يا علم الهُدى يا ظاهر الوضاءة، يا متبلج الوجه (مشرق)، لم تُعبك جلة (عظم البطن) ولم تزر بك صُلعة (صغر الرأس)، وسيم قسيم (وضيء) في عينيك دعج (سواد) وفي أشفارك وطف (طول أهداب العين) وفي صوتك صحل (بحة وغلظ)، في عنقك سطع (طول) إذا صمت عليك الوقار وإذا تكلمت سميت وعلاك البهاء. • آخر الكلام: في عام الرمادة كان في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقد اتخذ أعظم تدابير لمواجهة مجاعة ذلك العام وهو القائل: لو كان الفقر رجلا لقتله.. وعندما كانت أمعاء سيدنا عمر تقرقر في ذلك العام جوعاً.. كان يخاطبها قائلا: قرقري ما شئت فو الله لن تنالي شيئا لم ينله فقراء أمتي.. لا نتوقع أن تقرقر أمعاء المسؤولين مثما قرقرت أمعاء سيدنا عمر فهو منهم براء ولكن لا نريدهم أن يدعوا أن ليس بولاية الخرطوم من ينام جائعاً.