المراكز الثقافية الأجنبية لعبت وما زالت تلعب دوراً واضحاً في دفع الحراك الثقافي في البلاد بل وفي حركة التوثيق الثقافي، ومن أشهر هذه المراكز المركز الثقافي البريطاني والمركز الثقافي الأمريكي والمركز الثقافي الالماني والمركز الثقافي الفرنسي. * المركز الثقافي الفرنسي الذي تكثف نشاطه الثقافي والأدبي والفني في السنوات الأخيرة (فات الكبار والقدرو) خاصة بعد استلام مديره الذي تودعه الساحة الثقافية في هذه الأيام بتظاهرة ثقافية تشبهه تماماً, انه نيكولا ديكستريه الذي ضخ دماءً ثقافية حية في المركز الفرنسي. * المركز الثقافي الفرنسي أصبح منارة للنشاط الثقافي الأدبي والفني، حيث لا تخلو صالة العرض بالمركز من عروض تشكيلية لمختلف الفنانين السودانيين وعروض للفنون السودانية الأخرى، التراثية والحديثة, وشهد مسرح المركز عروضاً حية لكثير من الفرق السودانية التي تعبر عن مختلف ثقافات وفنون البلاد. * هذا عدا العروض السينمائية والكرنفالات الفنية التي تتخذ الشارع المجاور للمركز مسرحاً لها لاحياء ليالي فنية سودانية وفرانكفونية في مناسبات مختلفة. * نحن لا نتحدث هنا عن المركز الثقافي الفرنسي وانما نتحدث عن مديره الذي يغادرنا بعد انتهاء فترة انتدابه في بلادنا إلى موقع عمل آخر، الذي ابتدر التشكيليون السودانيون اسلوباً معبراً لوداعه عبر المعرض الذي اقيم على شرفه يومي الاحد والاثنين الماضيين, ولنقول له جميعاً شكراً ديكستريه لأنك لم تقصر تجاه الحراك الثقافي السوداني. * وكما قال في كلمة الوداع قبل إفتتاح المعرض مساء الأحد الماضي فإن السنوات الأربع التي قضاها في بلادنا كانت رائعة ونحن بدورنا نشكره عليها، لأنه لم يكن فقط حريصاً على فتح أبواب المركز للمناشط الثقافية والأدبية والفنية وانما لأنه أيضاً كان حريصاً على المشاركة في هذه المناشط خارج المركز, وقد كانت آخر مشاركاته في ملتقى التشكيليين السودانيين بأرض المعارض ببري بجناح خاص لكتب الأطفال باللغة الفرنسية من إعداد فنانين سودانيين وقد حرص على الحضور بنفسه في اليوم الإفتتاحي. * نقول لنيكولا ديكستريه الذي قال انه ندم على عدم تعلم اللغة العربية, ان اللغة لم تكن حاجزاً بينك وبين الانفعال والتفاعل الذي كنا نلمسه ونشاهده وأنت حضور في كل الفعاليات، حتى حسبناك من أبناء جلدتنا, وقد لا تصدق ان ما قلت أنك كنت تحلم بتنفيذه في بلادنا يجسد جزءاً من أحلامنا وأشواقنا لذلك ستبقى بيننا أيها الفرنسوداني الرائع ما بقيت الأحلام الجميلة والفنون الأجمل. كلام الناس - السوداني - العدد رقم 996 - 2008-08-21