** اتجاه لحظر أكياس البلاستيك بالخرطوم ..هكذا استقبل المجلس التشريعي بولاية الخرطوم - قبل يومين - عبد الرحمن الخضر ، الوالي المشهود له بالعداء الصارخ لأكياس البلاستيك منذ أن كان واليا للقضارف..والمجلس يبتدر حملته المكافحة لأكياس البلاستيك بالعاصمة ، ويكتشف - يادوب - مخاطر تلك الأكياس ، ويعددها على لسان لجنة الشؤون الزراعية والهندسية ، كالآتي : الأكياس منتشرة بكثافة في العاصمة ، وخاصة في المناطق الزراعية ، وألحقت أضرارا فادحة بحيوانات العاصمة..هكذا ابتدرت لجنة الشؤون الزراعية والهندسية رغبتها في مكافحة أكياس البلاستيك ..هل غاية المجلس من اعلان الحرب على البلاستيك هي الحرص على سلامة الزرع والضرع أم هي الحرص على حسن استقبال الوالي الجديد ثم نيل رضاه بمكافحة ما لايرضاه ، وهو : كيس البلاستيك ..؟..ولكن توافق اتجاه المجلس لحظر الأكياس - زمانا ومكانا - مع آداء الخضر لقسم الولاية ، ولهذا طرحت ذاك السؤال لمعرفة ان كان الحظر لله أم لقيصر..؟..والاجابة ليست مهمة ، ربما عرف المجلس مخاطر أكياس البلاستيك أخيرا ، أو ربما كان الوالي السابق على تصالح مع تلك المخاطر .. الله أعلم ..!! ** على كل حال ، وبغض الطرف عن توقيت اعلان الرغبة في الحظر ، الكل يتفق في المخاطر التي يسببها سوء استخدام أكياس البلاستيك ، والمجلس التشريعي تحدث عن بعض تلك المخاطر ، وغيرها كثر ..لا خلاف في تلك المخاطر .. فقط علينا وعلى المجلس أن يفرق بين الاستخدام وسوء الاستخدام ، والمخاطر مردها سوء الاستخدام ..وهى مخاطر ليست ملازمة لسوء استخدام أكياس البلاستيك فقط ، بل هناك أشياء كثيرة في حياة الناس حين لاتستخدم بوعى وادراك تؤدى بالمستخدم ثم البلاد والعباد الي المهالك والمخاطر ، فالأكياس احداها..وكذلك السلطة والثروة ، على سبيل المثال لا الحصر ..وعليه ، حملة توعية لتعريف المواطن بكيفية استخدام أكياس البلاستيك ثم كيفية التخلص منها أفضل من الحظر المفاجئ غير المسبق بتوفير البدائل و غير الملم بآثار الحظر على المصانع المنتجة للأكياس والعاملين فيها ..وهنا يمكن نصح المجلس التشريعى بولاية الخرطوم بدراسة تجربة ولايتي الجزيرة والقضارف مع الحظر المفاجئ ..!! ** تنفيذ حظر الأكياس بولايتي الجزيرة والقضارف بشكل مفاجئ تسبب في استخدام المواطن بدائل أخرى ذات مخاطر صحية أيضا ، أوراق الصحف حلت محل أكياس البلاستيك في المخابز والجزارات وأسواق الخضر والفاكهة والكافتريات ، وهنا كان مكمن الخطر الذي لم يتحسب له مقررو الحظر المفاجئ .. وكان يمكن تلافي ذلك بتشجيع المصانع والشركات وغيرها بتوفير البدائل غير الخطرة مع ايقاف انتاج أكياس البلاستيك واستيرادها .. نعم بعد توفير البدائل غير الضارة بواسطة دراسة حكومية يشارك فيها القطاع الخاص بالتنفيذ ، حتى لا يلجأ المواطن الي بدائل لا تقل ضررا عن أكياس البلاستيك .. ولحين توفير البدائل غير الخطرة على الانسان والحيوان - تصنيعا أو استيرادا - يجب تكثيف حملات التوعية والتثقيف والتعريف بالمخاطر ، بحيث يتعلم الكل : كيف يستخدم الأكياس وكيف يتخلص منها ..؟..فالعلة في سوء الاستخدم و طريقة التخلص ..فالدنيا كلها تستخدم أكياس البلاستيك ، ولكنها تعرف : كيف تستخدمها وكيف تتخلص منها .. ولكن نحن شعب لايزال باعته يغطون « قدرة الفول » بأكياس البلاستيك ، ثم يتخلصون من الغطاء برميه في الشارع ..هذا نموذج داء ، والدواء في بث الوعي ..وبث الوعي في أمر كهذا ثم البحث عن البدائل وحث الناس اليها خير من الحظر المفاجئ ..وان كان للمجلس التشريعي بولاية الخرطوم قرار حظر مرتقب ، فليكن موجها تجاه النفايات التي تأتي من جونقلي ..تلك النفايات أخطر من أكياس البلاستيك يا نواب مجلس الخرطوم التشريعي ، ولكن حين جاء بها واليكم السابق - دون علمكم - تحولت في المستندات الرسمية الي : ليست بخطرة . ..!! إليكم - الصحافة –السبت 16/05/2009 .العدد 5706