«عبدو» اليوم يدخل عالم السذاجة بأفكاره الضحلة وبساطة تعامله مع الأمور باستسهال حتى للخطوط الحمراء.. ينم مع هؤلاء عن أولئك وينقل من أولئك لهؤلاء، ويعيش حالة فوضى أخلاقية خلاقة، وعالم الفتن الذي يتسبب فيه الكثيرون يجعله ممقوتا بينهم، ومحلاً للانتباه في التحدث معه وإليه.. «عبدو» وسط أهله نمّام ونبّاش ولسوء طالعه تزوج من امرأة من نفس فصيلة خلقه وتصرفاته.. صارا في الحي مبعثاً للخوف والتوجس، فكل نساء الحي يخشين التحدث أمام «مرة عبدو»، لأنها تتطوع بنقل الكلام وتحريفه وتوصيله لزوجها «عبدو» الذي يوسع من مواعين الأمر، وينشر حتى كلام النساء بين مجتمع الرجال، فيصير الأمر وقيعة وفتنة بين الرجال والنساء.. سذاجة عبدو جعلته يؤسس لأسرة «فتانة» وخفيفة الثقل الموجب في المكان الذي تقطنه.. ويحكي كثيرا من القصص والحكاوي عن المشاكل التي تسببها أسرة «عبدو».. صادف ذات مرة أن تزوج أحد أبناء جيرانهم من امرأة غريبة ورحل للسكن في منطقة أخرى، وقد كان بعض النسوة يتحدثن عن عروسته بأنها كبيرة السن وليست ذات قدر جمال هذا الجار، فهمست النسوة يوم العرس عن قباحتها وعدم تساوي سحنتها مع ابن الجيران.. ومرت الأيام وزوجة «عبدو» تتحرق شوقاً للتحدث في هذا الموضوع بتفاصيل أكثر وأكثر.. وفي «لمة» ما تحدثت إلى بعضهن عن قباحة زوجة ابن الجيران ودمامتها وسوء خلقها.. و.. و... وما شاء لها الله من أوصاف مختلفة، ولم تدر أن المتحدثة عنها موجودة وسط هذه اللمة.. فبادرتها قائلة: «يا أختي إنتي البتتكلمي عنها دي بتعرفيها يعني عاشرتيها».. لترد «لا والله بس شفتها يوم عرسها».. طلبت منها أن تستغفر الله لأنها هي المقصودة وهي لا تعرفها.. لتهمهم في نفسها «الله يلعنك يا عبدو علمتني النميمة وأكل لحوم الناس بلا وجه حق». آخر الكلام: سذاجة الزوج قد تكون فاتحة شر على كل أسرته وأفرادها فهل أعاد البعض قراءة النماذج التي يقدمونها للآخرين... فيا عبدو دع عنك السذاجة. سياج - آخر لحظة الخميس 03/12/2009 العدد 1195 [email protected]