عبدو.. يندفع نحو أصدقائه بكل إلفة وتلقائية للحد الذي يجعله يتلبس حالة كل واحد منهم في حالة ما وقعت له.. فإن أحس (أحمد) صديقه بضيق أو شظف كان (عبدو) بمثابة النجدة دون أن يدعوه أحمد لذلك.. وإن كان أمراً يستدعي الضمان بقسم الشرطة «للزين» كان عبدو ذلك الضامن مع غدر الزين المتكرر له.. ولكنه لم يكن يظن يوماً أن كل أصدقائه يضمرون له هذه النية السوداء.. خذلة كل هؤلاء عندما أصبح في أمَسّ الحاجة للمعونة المعنوية ناهيك عن المعونة المادية المحسوسة بعد أن أصبحت يداه كصحن خالي إلى حين .. ولكنه يردد في نفسه «أعرف عدوك يا عبدو». خلونا في بالكم: كثيراً ما تمحي الأحداث الآنية أحداثاً في السابق كانت رأسية.. ولكن قمة ما يبتغيه الفرد منا أن يظل محل حفاوة ذاكرة الآخر.. الأمر الذي يعني أنك مهماً بدرجة ما، ولحدما عنده.. وما أصعب أن تكون نكرة عند ذاكرة تتمناها حاضرة وذاخرة بوجودك.. رغم أنك قد تكون أحياناً ممن يمارسون حالة التفرس في وجه الآخر لاستدعاء المخزون الخاص به - من القرص الصلب أو الذاكرة الرئيسية - رغم ذلك حتماً أنك سوف تتضايق وتحزن إذا ما حاول أحدهما استدعاء ملفك من ارشيفه المخزون.. بالله عليكم خلونا في بالكم! تعب شديد: صديقتي دائماً ما تكثر من استخدام كلمة «شديد» حتى أنني لقبتها بلقب (صفية شديد).. فإذا ما لاقيتها في مكان أو لمة .. بادرتني بقولها «وين مشتاقين شديد».. «جري شديد» والجديد شديد.. وعندما جلست إليها آخر مرة ظللت أحكي لها عن حالات الأرق والإجهاد التي أحسها عندما أبذل أقل مجهود.. «تتخيلي يا صفية أكان حركت أي حاجة من محلها أحس بإجهاد وعدم قدرة على مواصلة ما بدأته.. وأخشى أن تلازمني هذه الحالة..».. وهي تهز رأسها دلالة على أنها تعي كلامي بحذافيره.. وعندما أسهبت في وصف الحالة، همَّت على اختصاري في كلمتين قائلة «تعب شديد». آخرالكلام:- تداخلت علينا خيوط الحياة من صفاء وكدر عداوة وصداقة من تذكر ونسيان وحالات من القدرة والضعف ولا نملك إلا أن نندمج مع تفاصيل الحياة بصورة واقعية أو كما تقول صديقتي «اندماج شديد». سياج - آخر لحظة -1302 [email protected]