لا أدري لما تحقدين عليَّ كل هذا القدر.. والشاهد أنني لا أحمل تجاهك شيئاً من العواطف الإنسانية، فقد جمعتني بك ظروف لا يد لي فيها قاهرة، لم يعد أمامي إلا أن أتعامل معك في حدودها لا أكثر ولا أقل، ولأنني كثيراً ما كنت أشتم رائحة الخبث في حركاتك وسكناتك معي، فقد قيدت مضابط الأحساسيس عندي من التحرك تجاهك سلباً أو إيجاباً، وقد ظللت أتعامل معك بشيء من العقلانية المجردة.. مجردة من نوازع الداخل يمنة و يسرى، فأنت وأنا مجرد آلية صغيرة لماكينة كبيرة تجمعنا معاً، يدور ترسها في محورها وإن توسعت دوائرها تباعاً.. أعذريني يا (قيدومة) ما كنت أفصح لك عن هذه المشاعر إلا انك قد أسفرت عن وجهك الأخير الذي سقط قناعه عن حقد دفين تجاهي، أتذكر أنك دائماً ما تلهجين بألفاظ ظاهرها الخير ولكن باطنها من قبله العذاب، تذكرين تلك الكلمات التي تفوهتي بها تنتقصين من قدري، وأنا أرمقك بكل استغراب لأنني لم أعط نفسي الحق بالحديث عنك يوماً، كيف تفجر عندك ذلك الفشل الذي حاولت دفعه عنك، فإن جادت عليك الأيام بأسباب التوفيق ظننتي أنك وراء ذلك وحدك، وإن بدت لك وجوه الفشل الذريع، أعتقدت أنني وراءها.. يعلم الله أنني لا أذكرك إلا هذه اللحظات التي أخط فيها كلمات تفش بعض (غبينة) وغليل على الصفحات البيضاء، لعلك تدركين ذلك، فتكفي شرك وخيرك عني، يا كذوبة حدثوني كثيراً عنك يا (قيدومة) بكل الشرور، فكنت أردد (سامحكم الله في حقها.. أليس هناك حديث آخر غير الخوض في الأعراض؟) وانني أعرف الحقائق في عريها السافر وأستغفره إن نقلت خطايا فلم أعط نفسي الحق بافتضاحك حتى أمام نفسي يا (قيدومة)، فلم تناصبيني العداء ولا يجمعني بك إلا لمام الحدث الشائع، والراجح أنه لا يوجد بيننا إلا ذلك الظرف الذي يجمع عليه الناس، وقد لا تجمعني بك إلا بعض الأحداث العامة، فربما تفجرت ثورة غضب أو ثروة فرح ونصر كانت هي الرابط بيننا كرباط ما بين أبناء الجغرافيا الواحدة، التي تخلو من كيمياء عميقة للتفاعل.. صدقيني يا (قيدومة) أنا لا أحتقرك كما أنني لا أحبك، فقط انت عندي مجرد كائن حي مشارك يتمتع بحواسه الخمس ويأكل.. يشرب.. يتغوط ولم أرك أو أردك ملاكاً لا تأكلين ولا تشربين فأنت أنت وأنا أنا ولا شئ يفترض بيننا. آخر الكلام: كثيراً ماتغري الحياة الناس على معادن ليكون بعضهم تبراً أصيلاً، والآخرون لا يساوون حفنة من تراب، والذهب والتراب خلطا لمن يريد أن يميز بينهما، عليه أن يذهب في عمق الأرض تنقيباً وبحثاً وأنا أسامحك يا قيدومة يا حفنة من تراب والانسان أصله طين- ودمتم. سياج - آخر لحظة - 21/2/2011 [email][email protected][/email