العالم يقع تحت سطوة التغيير والتقسيم ونحن في السودان كان نصيبنا هذا الانفصال الذي أراه حسب «نفسيتي المحبة للمليون ميل» مؤلماً وقاطعاً فرحوا أم ازدادوا بهجة به المنفصلون تظل حشاشاتي الكامنة حزينة على جنوبنا الحبيب... «أها لله الأمر من بعد ومن قبل» وتأخذنا الأحداث المُتفجرة هنا وهناك إلى نسيان ما يدور في حوى بلادنا الحبيبة وما حدث عندنا أمر كبير يتطلب الفهم لما بعده لأن السيناريو الذي ذهبت به أراضي الجنوب يمكن أن يتحور في شكل آخر وتذهب به أراضي أخرى وربما استمر السيناريو المتقلب من صورة لأخرى وأفضى إلى حقائق بائسة تجعلنا نُفكّر في إنشاء «دولة أو جمهورية حلتنا» التي تحدها (جمهورية حي فوق ودولة حي تحت) مملكة الجنبة اليمين وسلطنة الجنبة الشمال» وتضيع في الزخم العام فكرة أن الدولة الواحدة تحتمل التعدد والتنوع ويصبح الأمر مجرد «خشوم بيوت» قابلة لتكوين دولة رعاياها أولاد عائلة واحدة.. ألم أقل إننا إن مجنا مع الأحداث الكبرى ونسينا أن حدثنا الأكبر قد مر مرور الكرام.. «والكلام دارفور».. خاصة وأن (اللت والعجن) صارا في أقرب دول الجوار للمنطقة حليل السودانيين الراشح حتى كتابة هذه الزاوية أن أمر ترحيل الرعايا السودانيين الذين يقدرون بحوالي خمسمائة ألف شخص في ليبيا في مرحلة أو طور تشكيل اللجنة لمتابعة الوضع والمعروف غالباً أن على أرض الواقع ان خللاً كبيراً سيصاحب الترحيل إذا ما تم «استباقاً للحقائق» والكل يعتقد دائماً أن عملية الإجلاء ستتم بصورة مخلة ومعقدة.. هكذا دائماً ظن السودانيين وهكذا دائماً حالهم لأن الواقع لا يكذب ذلك والواقع يعضد ذلك فمعظم رعايا الدول الأخرى تم إجلاؤهم بصورة منتظمة والأحداث تستعر والخطر يزداد وهم أي (رعايانا) محل المخاطرة إلى أن «تقع الطوبة في المعطوبة» خاصة وأن التصاريح بهوية المزتزقة تزيد من الاحتمالات المؤكدة لتعرض السودانيين هناك للخطر. آخرالكلام.. يظل نصيب بلادنا من أحداث الدول المحيطة قائماً ودائماً سواء شاركت فيها أم لا.. ويا حليل رعايانا فقد أثبتت الظروف أن هناك رخصة . سياج - آخر لحظة - 28/2/2011 [email][email protected][/email