المسؤولية هي حالة يكون فيها الإنسان صالحا للمؤاخذة على أعماله وملزما بتبعاتها المختلفة ،، قال تعالى:[ فوربك لنسئلنهم أجمعين، عما كانوا يعملون] وقال:[ ولقد عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا]وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله ص يقول:{ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، واالخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته} وحسبت أنه قد قال:{ والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته} وعن الحسن قال:"عاد عبيد الله بن زياد، معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه ، فقال معقل: إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله ص لو علمت أن لي حياة ما حدثتك، إني سمعت رسول الله ص يقول:{ ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة}لذلك فالمسؤولية أمانة في عنق صاحبها يتحمل تبعاتها يوم القيامة لذا كان لزاما على المرء أن يراعي المسؤوليات التي تناط به ويقوم بها على الوجه المرضي الذي يخلصه من التبعة يوم القيامة ،،والمسؤوليات أنواع شتى حتى أن النفس التي بين جنبي كل مسلم مسؤوليته أمام الله ،، وكل فعل يقدم عليه المرء يكون مسؤوليته الشخصية ،،لذلك يعد تحمل المسؤولية والقيام بها على وجهها الأكمل عبادة كذلك التقصير تجاه المسؤوليات يعتبر منقصة في الدين والدنيا،، التنصل عن المسؤولية يعني التخلص التدريجي مما سبق للشخص أن تعهد به ، وإلتماس عذر غير حقيقي للتبرؤ من تبعة التقصير في الأداء ،قال تعالى:[ويقولون ءامنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين] وقال تعالى:[ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون} وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال:" خرجنا مع النبي ص في سفر، أصاب الناس فيه شدة فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله ص حتى ينفضوا من حوله" وعن وهب بن جابر قال:" إن مولى لعبد الله بن عمرو قال له: إني أريد أن أقيم هذا الشهر ههنا ببيت المقدس، فقال له: تركت لأهلك ما يقوتهم هذا الشهر؟ قال: لا ، قال: فارجع إلى أهلك فاترك لهم ما يقوتهم، فإني سمعت رسول الله ص يقول:{ كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت} فالتهرب من المسؤولية أو التنصل عنها يتنافى مع حمل الأمانة التي شرف الله الإنسان بها، وهي صفة النفاق وخصلة من خصال المنافقين، كما أنها مرض إجتماعي خطير يفقد الناس الثقة فيما بينهم، وينجم عنه الفوضى والإخلال بالإلتزامات وضياع الحقوق،، اللهم لا حول ولا قوة إلا بك . هنادي محمد عبد المجيد [email protected]