وجدتُ نفسي (فجأة) من الداعين للتضامن مع (الكراهية)، كشعيرة تستحق المُؤازرة مقابل الحب الذي يحتفي به خلق الله في أركان (القلب) والدنيا الأربعة، رغم أن المركز العصبي المسؤول عن الكراهية، هو نفسه الذي يضُخ مشاعر الحب، لذا لا يحق لنا من منظور علمي، أن نصف هذا بأنه (شعور كويس)، وذاك بأنه (شعور كعب)، لأنك بقدر حاجتك لأن تحب فلان، ستجد نفسك مُرغماً لكراهية علان، أو كراهية (فلان الأول داك)، نزولاً لرغبة القلب المتقلّب، أو العقل ال (إتجاتهو واحد)..! ملايين الأطنان من حروف التجارب خلّفها الأسلاف عن الحُب، غاضّين الطَرْف عن (الكراهية)، كمقابل موضوعي لأية تجربة حب، ربما قلت في طرفه الثاني يوماً: (لو مرّ سيفٌ بيننا/ لم نكن نعلم/ هل أجرى دمي أم دمك)؟! فلماذا لا نعطي الكراهية قدرها من الإحتفاء، سعياً لمعادلة (انتكاسة) الحب؟! قد لا أعرف دوافع الكراهية التي أرخّت لتجربتها الشاعرة نضال الحاج بقصيدتها غير المكروهة: (أنا بكرهك)، ولاقت استحساناً كبيراً من الباحثين عن معادل موضوعي يكنسون به آثار الحب الذي كان. تقول نضال الحاج في قصيدتها: (أنا بكرهك.. بس بكرهك.. أنا بكره اليوم الصنع قلباً يكُورك ويندهك.. أنا بكره الوطن البِلِمْ شرف الغرام المُنتهك.. من ياتو باب طلّيت عَلَيْ، ما كنت أصلاً بشبهك.. أنا بكرهك..! كُل ما يطول ليلي ويواتيهو العذاب أنا بكرهك.. كُل ما القلم يركب مصاعب الدنيا يمشي على الكتاب.. أنا بكرهك.. قدر العيون ما تلبس التوب الزُراق تتوضى موية الإنتحاب أنا بكرهك.. من كل باب أنا بكرهك على كل حال أنا بكرهك.. عدد الحصى وعدد الرمال أنا بكرهك عدد الصواب والإحتمال أنا بكرهك عدد الحقايق والخيال أنا بكرهك عدد الشناة وعدد الجمال أنا بكرهك.. عدد الإجابات والسؤال أنا بكرهك).. غايتو.. قُدرة الحب والكراهية على إعادة احتلال القلب، غير محدودة، ولا (مضمونة)، عشان كدة حقو نعمل حسابنا ونحترم الكراهية، بقدر فرحتنا بالحب.. وبرضو بكرهك..! آخر الحكي - صحيفة حكايات [email protected]