عزيزي المواطن قم بفتح مطعم .. كافتيريا .. جزارة .. أي محل لبيع الأطعمة .. من (قولة تيت) ستجد أمامك جيش من المتحصلين الذين لن تنقطع زياراتهم عنك ..شي متحصلين بتاعين ضرائب وشي بتاعين الزكاة وشي بتاعين نفايات وشي بتاعين رخص ومحلية وشي شنو ما بعرف .. الشخص الوحيد الذي سوف تفتقده ولن يأتي لزيارتك هو الشخص المسؤول عن تفتيش المحل وفحص ما يقدمه من أغذية ومدي صلاحيتها للإستهلاك الآدمي . وإن أردت عزيزى القارئ التأكد من هذه الحقيقة (المرة) فما عليك إلا الدخول إلى أحد المطاعم الشعبية بأسواق (العاصمة الحضارية) حيث رداءة العرض للمأكولات وقذارة الاواني وإستخدام الزيوت (غير المعروفة) ذات اللون الداكن من كثرة الإستخدام مع التواجد الكثيف للذباب هذا غير ملابس العمال المتسخة حد الغثيان وأياديهم التى تقطر عرقاً من سخونة المكان وإنعدام التهوئة . للاسف الشديد عزيزي المواطن لا توجد جهة (على أرض الواقع) تقوم بالرقابة على الأغذية وعمل زيارات دورية ومفاجئة للمطاعم والكافتيريات والأسواق ومحلات بيع اللحوم والعاملين بها (ده في العاصمة) ناهيك عن الأقاليم؟ السبب كما إعتقد بسيط وما عاوز ليهو (درس عصر) وهو إنو حتى تقوم السلطات بمثل هذه المهمة فهي تحتاج إلى عربات وبنزين وسواقين وموظفين واجهزة فحص وخلافه وطالما القصة فيها (صرف) على المواطن (ودوشة دماغ) وميزانيات (يجيبو ليكم قروش من وين؟) إن شاء الله تاكلوا لحم (كلاب)، (لحم حمير) أو حتي (كدايس) ! العبد لله لم ولن يتعجب أو يندهش على الإطلاق لمثل الخبر الذي اوردته الصحف مؤخراً والذي يفيد بإلقاء الشرطة القبض على جزار بمنطقة انقولا بمايو أثناء محاولته عرض لحم (كلب) للبيع بعد أن قام بذبحه وتقطيعه و(توضيبو) وتجميع لحمه في شكل أكوام بغرض بيعه للمواطنين ! بل العبدلله يعتقد جازماً أنه في ظل ما نشهده من غياب أي نوع من أنواع الرقابة (الحكومية) على الأسواق والمطاعم والمأكولات فإن لحوم الكثير من الحيوانات الاليفة وغير الاليفة ، (النافقة) والمذبوحة ، الراجلة والزاحفة قد تسريت إلى بطون المواطنين منذ عدة سنوات في شكل (لحمة مفرومة) وسجق وشاورما و(أقاشى) وشيش كباب وكفتة وخلافه ! بالطبع لم يكن جزمي هذا من فراغ إذ ان استمراراالحالة غير المسبوقة التي يمر بها (الشعب السوداني الفضل) من غلاء لكافة متطلبات الحياة (بما في ذلك اللحوم التي وصل سعر العجالي منها 32 ألف جنيه) تجعل الكثيرين من ضعاف الأنفس يتجهون للغش بكافة انواعه ولك عزيزي القارئ أن تعلم أن مسالة القبض على هذا الجزار (بتاع الكلاب) ليست هي الأولى من هذا النوع لأنو في واحد قبلو (بتاع حمير) وده كان قبل سنوات حيث كتبت حينها مقالًا أنبه فيه لخطورة هذا الأمر (الذي أوردته حينها صحيفة حكايات) وذلك بعد أن عثر سكان مربع (12) بالمايقوما (حي المزدلفة بالحاج يوسف) بالخرطوم بحري على مخلقات ذبيحة ضحيتها (حمار) عُثر على (رأسه) وجلده المسلوخ (بحرفية عالية) إضافة إلى (الضلافين) ، فيما هرب الذابح بلحمه إلى جهة غير معلومة (لي وين ؟ ده السؤال) ! إن هذا الوضع الذى نعيشه والذى تنعدم فيه الرقابة على الأطعمة و(اللحوم خاصة) يغرى ضعاف النفوس بذبح (أى حاجه) وبيعها (للمواطن) المغلوب على أمره (شوفوا حمار واااحد بيعمل كم ساندوتش شاورما)! وما حالات (الرفس) – عزيزي القارئ- التى نشاهدها من لاعبينا فى ما يسمى (مجازاً) بمباريات كرة القدم و(النهيق) الذى يشنف به أذاننا فنانو هذه الأيام و(الفنجطة) التي تشهدها الساحة السياسية إلا مؤشر بإن القصة دخلت (الجينات) وكده ! كسرة : لن يستقيم الأمر إلا بعد أن تكون عين المسؤولين على (صحة) المواطن بدلاً عن (جيبه) ! كسرة ثابتة : أخبار خط هيثرو شنوووو؟ الفاتح جبرا ساخر سبيل [email protected]