كان اليوم جمعة استيقظ شنباوي من النوم متأخراً وما كاد يجلس على صينية الإفطار حتى أمطرته فوزية بوابل من الكلام فقالت له: إنت يا شنباوي عايش في عالم تاني وسايبني براي مع الأولاد الأشقياء ديل لما اتحرق دمي ... يا أخي خلي في عينك حصوة ملح تعال اسأل وشوف الحاصل وقول لي كيف عاملة يا فوزية.. ياراجل أنا بقيت زي المجنونة أكلم نفسي وإنت ولاهنا لمتين الحال دا.. أنا إذا استمر الحال كدا حأطلقك وأسيبك براك مع أولادك و..!! قاطعها شنباوي: فوزية قولي بسم اللَّه إنتِ بالعة راديو.. أنا ناقص هم ياولية أنا كمان ماشي في الشارع بكلم نفسي.. مافي زول حاسي بي.. المرتب زي ماهو والدولار عمليهو جنحات ووصل السحاب.. أبو جنيه بقى بعشرة.. الموية بقولوا إنَّها من النيل والدسنتاريا والإسهالات مالية البلد وبعدين مالهم الأولاد ماهم كويسين سعيد ووحيدة انتهوا من الامتحانات وسعد واقع مذاكرة ليل نهار لامتحان الثانوي وين المشكلة؟!! فقال سعيد بضيق: يا أبوي نحن مظلومين ما زي باقي الأولاد.. كل الأولاد عندهم كمبيوترات وإنترنت ونحنا بلي إستيشن ما عندنا نطور نفسنا بشنو بالكلام بصراحة أمي غير ما تطلعوا وما تلعبوا وما تسووا ماعندها حاجة.. نحن طول عمرنا بنسمع كلامكم مرة واحدة اسمعونا بقى يا أبوي!! فردَّ شنباوي بغضب: إنت تحمد اللَّه على نعمة الأكل والشراب في ناس بتموت من الجوع إنت ما عارف أنا بعمل شنو عشان أريحكم وبعد دا ولا واحد فيكم شاعر بي غير سعد ولدي العاقل الرزين شوفوا ساكت كيف!! قاطعته فوزية: هيه إنت ياشنباوي ما تبعد عن الموضوع أها سمعت بنفسك شكاوي أولادك وأنا طول النهار يسمعوا فيني الكلام دا وأنا حأنفجر من الغيظ وإنت تشرب في القهوة والشاي في محل شغلك وتدردش مع زملاك وبالك رايق داير شنو بفوزية ونكدها!! ردَّ شنباوي بضيق: إنتِ فعلاً ولية نكد شاي شنو وقهوة شنو ووين هي القروش البشربو بيها القهوة والشاي اللَّه يديك العافية يا سعد إنت المصبرني على بلائي!! وهنا قال سعد بضيق شديد: أبوي أنا مظلوم دا أنا الوحيد في البيت الحارم نفسو من كل شيء عشان أخوانو كفاية لحد هنا حرام عليكم!! فردَّ شنباوي بسخرية: صمت دهراً ونطق كفراً والتقول موسى بطلع فرعون.. وشر البلية ما يضحك يلا اضحك يا شنباوي على مصائبك!! يوميات ساخرة - الوطن [email protected]
