أعتقد أنني أستحق جائزة نوبل للأدب، لا، لا، لا، لا، أعتقد أن واجب كل عربي وإفريقي أن يشارك في حملة عالمية لمنحي تلك الجائزة عن الرواية التي اعتزم كتابتها، وفي حقيقة الأمر فقد كتبت منها نحو سبع صفحات، أي نحو ألفي كلمة، ولم يتبق منها سوى نحو 30 ألف أو 70 ألف كلمة، يعني هانت، ولو مد الله في أيامي فقد أفرغ من كتابة الرواية خلال تسعة أشهر أو تسع سنوات، علما أنني بدأت في كتابتها قبل 12 سنة. وإذا كنت تعتبر تطلعي إلى جائزة نوبل نوعا من البجاحة فعليك أن تعتذر لي فورا، لأنه من حقي ومن حق غيري أن يطالبوا بتلك الجائزة سواء في مجال الأدب أو السلام أو الكلام، ولا شك أنك سمعت ما تم الإعلان عنه قبل أيام قليلة (بالتحديد يوم 11 أكتوبر الجاري من عام 2013 الذي أوشك من فرط الجري على الوصول إلى خط النهاية) من أن اللجنة المكلفة بتفكيك أسلحة سوريا الكيمائية نالت جائزة نوبل للسلام!! شلون وإزاي؟ هذه اللجنة لم تنجح حتى الآن في تفكيك برغي أو صامولة واحدة للرؤوس الكيمائية السورية.. يا دوب طلعوا من الفندق ويلفون على باب الله: يا زلمي بتعرف وين بشار مخبي الشغلات تبع الكيماوي.. والشاهد هو أن اللجنة شاهد ما فككش حاجة، بس سيحاول.. وأنا سيم سيم، سأحاول كتابة رواية وفيها تصيب وفيها تخيب كما هو حال اللجنة التي لم تفعل شيئا حتى الآن، وإذا كانت روايتي لم تكتمل طوال 12 سنة فاللجنة المعنية بتفكيك الأسلحة الكيمائية عمرها 16 سنة ولم نسمع لها بإنجاز. وهناك أكثر من سبب يجعلني أتفاءل بأنني مؤهل لجائزة نوبل (في أي حاجة وخلاص)، فبعد وصوله إلى الحكم بأشهر قليلة خطب الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلا إنه سيعمل على تحقيق السلام في الشرق الأوسط وسيسحب الجنود الأمريكان من العراق وأفغانستان، وبعد دقائق من إكماله الخطبة كانوا قد منحوه جائزة نوبل للسلام، وكان ذلك قبل أكثر من خمس سنوات، واليوم فإنه لا سلام في الشرق الأوسط إلا «لا سلام على طعام»، والأمريكان غارقون لشوشتهم في أفغانستان والعراق، وصارا غارقين في الديون. وبعدين المرشح المنافس لجائزة نوبل للسلام الأخيرة كانت الفتاة الباكستانية ملالا يوسف، التي صارت مشهورة بعد أن طخها مجانين طالبان باكستان طلقة في رأسها لأنها كانت ملتحقة بمدرسة، وتعليم البنات في فقه طالبان يفسد أخلاقهن ويجعلهن منحرفات، (مع أن الدراسات الاجتماعية تؤكد أن أكثر من 95% من محترفات الدعارة في الدول الفقيرة من الأميات).. المهم أن البريطانيونت فعلوا خيرا بعلاج ملالا وإلحاقها بمدرسة وأثبتت أنها فتاة نجيبة وذكية (ما زالت في المرحلة الثانوية).. هل تستحق جائزة نوبل للسلام لأنها تلقت طلقة في الرأس وعاشت وعاندت وأصرت على مواصلة تعليمها؟ أبي لم يضربني بالرصاص ولكن عندما قلت له إنه تم قبولي في الجامعة اعتبرني مستهبلا ومستهترا: خلاص عايز تعمل من الدراسة شغلانة؟ يللا شوف لك وظيفة واصرف على نفسك.. والتحقت بالجامعة من وراء ظهره ولم أكلفه مليما لأن الجامعة كانت توفر لي كل شيء وكنت أعمل بارتايم وفي الإجازات لكسب المزيد من المال بذمتكم مش أستحق 2 نوبل ع الأقل؟ جعفر عباس [email protected]