كنت التحف السماء تلك الليلة .. فأبصرت نجمه بعيده .. وحدها تشع اكثر .. ترسل ضوءاٍ براقاً.. فتميزت عن رفيقاتها..ركزت عليها أحدق بقوة .. جاءت سحابه رماديه غطتها..لكن ضوء القمر يتسلل من بين ثنايا السحابة.. انتظرت انقشاع السحابه وعودة البريق .. لم تعد.. ثمة من خنق النجمة.. كنت أتجول ببصري في البستان .. أطلت زهيرة شجية الالوان .. تتلاصف ألوانها.. تحلق حولها نحله ثم تنصرف.. فراشه ثم تنصرف.. نسمات رقيقه جعلتها تتراقص.. تلبد السماء.. هبت ريح.. ترنح الغصن حدقت ملياً.. سقطت الزهيره على الارض هناك.. ثمة من خنق الزهره كانت أسراب الحسان تتهادى بين أفياء الظلال.. حسناء ذات خال على خدها.. كانت أكثرهن حسناً.. أرقبها تمشي كما السيف مستقيمه.. كما النخله شامخه.. أرقبها بملامحها العذبه .. تمضي رشيقه.. تجرها يد فولاذيه.. تترنح .. تسقط.. ثمة من خنق الحسناء ركت حمامه بيضاء على شباكي .. لم أهشها فكان بياض ريشها وهي تنفضه برفق يشكل لوحه بديعه.. هتفت الله الله على من جعلها رمزاً للسلام.. لعله بيكاسو.. ولعل قبله من وضع في منقارها غصن زيتون .. كنت لا أبدي أي حركة .. كنت حريصاً على السكون حتى لا تفزع فتطير .. فجأة أمتد مخلب خبط على الشباك.. ثمة من خنق الحمامة طفله سمراء .. تتقافز بفرح طفولي.. ضفيراتها مرجيحتان تلامس وجهها الجميل مرة .. وتنأى عنه مرة .. تداعب خدها كأنها تخطف قبله سريعه ثم تبتعد .. طفله كأنها خرجت للتو من أحجيه .. تجري برفق وهي تردد أهزوجه شجيه .. تملأ الشارع بحبور فطري حميم.. عبرت شاحنه بقوة.. طارت الطفله في الهواء ثم حطت على الأسفلت .. ثمة من خنق الطفله السمراء . غزالة وديعه .. رقيقة الملامح .. جميلة العيون.. هربت من قفص هناك .. وجاءت تحوم حولي وأنا جالس أرقبها.. تتلفت في خوف من يد تمسك بها وتعيدها الى القفص.. تلفتها لم يخف عذوبتها .. وقفت تصيخ السمع قليلاً .. ثم سارت في خيلاء لا يتسق مع ذعرها .. الجمال حف بها .. ففتحت لها احضاني عندما هرعت اليٌ التف حبل حول رقبتها.. وجروها بعيداً .. ثمة من خنق الغزاله نظرت الى الشمس البعيدة هتفت لها : يله ذوبي في المفاصل طاقة الحزن الرهيبة .. أرجع أرقص والسنابل رقصة الفرح الحبيبة.. سأصطادك يوماً ايتها الشمس .. حدقت.. فإذا بالضوء يخفت جاءت اسراب صقور سوداء كثيرة.. غطت الشمس احتجبت عني فتساءلت هل ياترى ثمة من خنق الشمس هل وصل (الخناق) الى الشمس ذاتها؟! الصباح..رباح - آخر لحظة [email protected]