*كنت أظن أن دون كيشوت تلك الشخصية الإسبانية التي كانت تحارب طواحين الهواء (شخصية وهمية) .. * ولكن خاب ظني وأنا أسمع وأرى (عمايل) أحزابنا سواء الحاكم منها أو المحكوم، فتوصلت إلى قناعة أن دون كيشوت شخصية واقعية في وطننا هذا. * أحزاب المعارضة بدأت منذ فترة طويلة ب (صفع) نفسها.. * حزب الأمة القومي (يصفع) نفسه.. * فيتساقط من بين فكيه ضرس وناب وسن.. * وما تساقط منه يكون أحزاباً.. * وهذه الأحزاب التي انشقت عن الأصل أيضاً (تصفع) نفسها. * فتتساقط من فكوكها الصغيرة العديد من الأسنان لأنها لم (تتور) بعد الضروس.. * ويجيء المؤتمر الوطني فيصفع حزب الأمة القومي.. * فلا يبقى للحزب داخل (فكه) سوى ضرس وناب وسِنّتيْن! * من ثم أصبح لا يجيد (المضغ) وظهرت عليه مؤخراً علامات (سوء الهضم).. * ولم يعد لديه حل سوى تركيب (طقم)! * وهكذا حال الاتحادي الديمقراطي الأصل والمؤتمر الشعبي وأحزاب اليسار.. * كل منهم لطم نفسه في البدء.. ونال لطمة ثانية من المؤتمر الوطني.. * ثم وفي حركات أقرب إلى الجنون.. * أضحى مؤخراً كل حزب يصفع الآخر على وجهه. * فاختلط حابل المعارضة بنابل الحزب الحاكم.. * ودقي يا (مزيكة)! * ويزيد طين هذه الساحة السياسية بلة مع انسلاخ مجموعة (الإصلاحيين). * وبعض الأحزاب اليمينية المعارضة تريد أن (تعوض) ما تساقط منها من ضروس وأنياب.. فأخذت تغازل الإصلاحيين.. * والسيد نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج آدم يوسف في لقاء له مع القوى السياسية بكسلا قبل أسبوع. * قال: (إذا سلخت المعارضة السلمية جلد الحكومة بالكلام ما بنسألها.. والبحمل السلاح نواجهه بالسلاح). * والمعارضة السلمية ترى أنه قد بح صوتها من (السلخ الكلامي) لجلد الحكومة. * بل اكتشفت أن جلد الحكومة لديه مناعة ضد السلخ. * والسؤال: كيف نهتم بمشاكل هذا الوطن والالتفات إلى قضاياه البائنة.. * وحزب الحكومة وأحزاب المعارضة (يعرضون) في ساحة سياسية (غبارها) لا يسمح لحزب أن (يرى) الآخر؟! * ما الذي يمنع (التوافق) على ميثاق سياسي (جامع) يعزز السلام والاستقرار؟ * ولم يتبق سوى عام على إجراء الانتخابات. * ولأن أحزاب المعارضة لم تهيئ نفسها لخوض تلك الانتخابات.. * فإنها تتكئ على حلم (حكومة انتقالية) و(دستور انتقالي).. * والمؤتمر الوطني لن يستجيب لهذا (الحلم).. * وكل يتمترس من حيث (فهمه) للوفاق السياسي. * المطبات كثيرة.. ويلات حرب من الحركات المسلحة.. أزمات سياسية واقتصادية.. والمواطن مطحون بين (رحى) كل ذلك. * أما آن الأوان للالتفات إلى (منطقة وسطى) للتلاقي، بالرغم من أن الخرطوم أزيلت عنها (المحطات الوسطى)؟! * هل خلعت أحزاب الحكومة والمعارضة (ضرس العقل) من كثرة الصفع علي بعضها؟ * اتكاءة: قال الكباشي: (بدور ولداً كتل توبو واندرج مشّاني). صورة وسهم - صحيفة اليوم التالي