كأنما أنا على موعد دائم معها ، موعد واجب الوفاء ، وكنت دائماً ما أراها زاهية تضج بالحياة ، يشع النور من جنباتها ويغمر مساكنها المضيئة بأهلها ، وينشر أشعته على شوارعها وأسواقها ، ويزيد القها ألقاً ، فهي المدينة التي لم تتبدل صورتها في قلبي بل أجدها تزداد شباباً ونحن نشيخ ، أنها بورتسودان « مدينتي » التي كان هواء بحرها المنعش أول ما تنفست ، وكان بحرها ولازال أول ما يؤخذ له الطفل الوليد مثل عادات أهلنا على شريط النيل الذين يأخذون مواليدهم الى النيل في أسبوع ميلادهم الأول . بورتسودان تحتفل بمهرجان السياحة السابع ، وهو بدعة حسنة من بنات أفكار والي ولاية البحر الأحمر الدكتور محمد طاهر إيلا ، ومهرجانها هو موعد للقاء المدينة والولاية وأهلها برئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير ، وبعدد من أبناء الولاية الذين يعملون في مجالات العمل العام المختلفة ، وبعض الذين يعملون في مجالات العمل الخاص بقطاعاته المتعددة ، وفرصة أيضاً لآخرين يحبون المدينة ويعشقون البحر ممن عملوا بها أو زاروها ذات يوم فتعلقت قلوبهم بها ، وفرصة للذين سمعوا بجمال بورتسودان وهدوئها وجودة طقسها وجوها العام في مثل هذه الأيام والشهور فشدوا الرحال إليها . احتفالات هذا العام ارتبطت بمناشط عدة ، وقامت صروح ومنشآت ومتاحف كانت تنتظر يوم المهرجان لتعلن عن نفسها للوجود وتؤدي دورها في تشغيل أبناء وبنات الولاية ، والترفيه عن الزائرين من داخل البلاد أو خارجها ، وتقوم بدورها في تجميل المدينة الجميلة لتزيدها جمالاً على جمال ، وألقاً على ألق . احتفالات هذا العام ارتبطت بحدث سياسي كبير هو زيارة فخامة الرئيس آسياس افورقي رئيس دولة إريتريا الشقيقة ، ولقائه بالرئيس البشير في قمة ثنائية ننتظر من بعدها الكثير ، خاصة في مجالات امن البحر الأحمر ، والعلاقات بين دول الجوار السوداني الشرقي ، اذ ربما يقوم السودان بدور إيجابي يصلح ما بين الأشقاء في إثيوبيا وإريتريا ، وليس افضل من السودان للقيام بهذا الدور ، ثم هناك العلاقات مابين السودان ودولة جنوب السودان خاصة في جانب الاتفاق على الحدود ، وانتظار دور تلعبه إريتريا بقيادة الرئيس آسياس افورقي لتقريب وجهات النظر بين الخرطوم وجوبا للتشابه الذي يكاد يصل الى حد التطابق في العلاقة مابين إثيوبيا وإريتريا والعلاقة مابين السودان ودولة جنوب السودان ، من خلال تاريخ طويل في الارتباط العضوي الذي ظل يواجه تمردًا لم تبرد ناره، وثورة لم تنطفيء جذوتها الى ان حدث الانفصال الذي قاد الى استقلال كل من إريتريا أولاً ثم جنوب السودان لاحقاً . مهرجان السياحة في ولاية البحر الأحمر هذا العام سيكون له ما وراءه . بعد ومسافة - آخر لحظة [email protected]